الأهلى.. هدوء من فضلكم!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 10 أبريل 2019 - 10:40 م بتوقيت القاهرة

** من المهندس محمود جابر على تلقيت هذه الرسالة التى تحمل هزيمة الأهلى الكبيرة على نظام البطولة الإفريقية الجديد. الذى وصفه بأنه فاشل. وهو يقول:
بعد كفاح 6 مباريات خارج الأرض وداخل الأرض فى دور المجموعات وبعد تصدر المجموعة، ها هو الفريق مهدد بالخروج، ولابد أن يراجع الاتحاد الإفريقى هذا النظام، فيعيد المجموعات إلى دور الثمانية ليتأهل أول وثانى كل مجموعة للدور قبل النهائى، ثم النهائى، فما حدث هو إهدار للوقت والجهد واستنزاف طاقات اللاعبين، وأضيف إلى ذلك إهدار بطولات الاندية محليا وهدم المنتخبات الوطنية».

** انتهت الرسالة.. وبالفعل ترتب على النظام الجديد زيادة عدد مباريات دورى الأبطال الإفريقى، بعد أن أصبح دورى المجموعات بدءا من دور الستة عشر وليس الثمانية، وذلك لأسباب تسويقية، والأمر قد يمتد فى المستقبل إلى إضافة بطولة ثالثة جديدة على مستوى إفريقيا، وهى دورى الأمم للمنتخبات فى القارة، وهو اتجاه عالمى ونراه فى البطولات الأوروبية، فاللاعب يخوض ما يقرب من 60 مباراة فى الموسم، وكان فى السابق يلعب 30 مباراة. والاتجاه نفسه نراه فى أروقة الفيفا الذى يخطط لزيادة عدد البطولات وعدد المنتخبات المشاركة وكذلك يزيد من عدد المباريات لأسباب تسويقية أيضا.

** نعود إلى مباراة الأهلى وصن داونز، فقد اعترض مدرب الفريق الضيف على نقل المباراة من السويس إلى برج العرب، وقد لا يسفر الاعتراض عن شىء، إلا أن الرجل يملك عقلية دقيقة منظمة، فقد قال: «للتدريب لوائح الكاف تقول إن الملعب يمكن أن يبعد مسافة 200 كيلومتر عن مطار العاصمة، لكن ملعب برج العرب يبعد لمسافة 244 كيلومترا».. وتجدر الإشارة إلى أن فريق صن داونز كان أرسل مجموعة إدارية لحجز فندق فى العين السخنة وملاعب تدريب للفريق على أساس أن المباراة ستقام على ملعب السويس.

** المهم سوف يلعب الأهلى بعد 48 ساعة مباراة العودة مع صن داونز الجنوب إفريقى، ومنذ الهزيمة المؤلمة التى منى بها الفريق تعالت أصوات غاضبة، وتعالت أصوات شامتة.. وما جرى فى بريتوريا لم يكن مفهوما، فاللاعبون نائمون، هائمون، غير قادرين على إيقاف فريق صن داونز الذى بدا أنه يمرح ويلهو. وإزاء الحالة الغريبة التى أصابت لاعبى الأهلى قال بعض المنجمين: إنه السحر. وقال بعض النقاد: إنه الإجهاد. وقلنا: إنها كرة القدم ونتائجها الغريبة التى تتعرض لها بعض الفرق الكبرى فى تاريخها.. لكنه ليس السحر قطعا، وإلا كان ليونيل ميسى ساحرا طيبا فهو يلعب كما يشاء، ويبدو كأنه طفل يلهو فى الحديقة، ويجرى خلفه «أولاد» (هكذا أرى خصومه أحيانا) أملا فى لمس الكرة، لكنه لا يفرط فيها. وربما هو الإجهاد مع سوء إدارة المباراة من الجهاز.. وربما هو ارتفاع بريتوريا عن سطح البحر بحوالى خمسة آلاف قدم أو ما يوازى كيلومترا ونصف المتر.. فهل هذا الارتفاع أجهد اللاعبين؟

** اعتذار اللاعبين للجمهور هو اعتراف بتقصير.. لكن ما نرجوه هو الهدوء، وعدم الإفراط فى الثقة، وعدم إطلاق وعود بالعودة والفوز بستة أهداف مقابل لا شىء، وهو أمر نحلم به ونتمناه، لكنها مسألة تحتاج إلى معجزة تساوى إحياء أمل من العدم. فالمهم هو أن يفوز الأهلى بأى عدد من الأهداف، ففى كرة القدم نتائج مذهلة وعجيبة وفيها دراما لا يمكن تخيلها، والمهم هو أن يسترد الكبرياء الذى فقده على أرض بريتوريا.. نرجو ذلك إن شاء الله.. فقط هدوء من فضلكم!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved