حضرة النائم المحترم

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 10 مايو 2012 - 10:10 ص بتوقيت القاهرة

يبدو أن مصر ستدفع ثمنا باهظا لأنها اختارت نوابا لا يستيقظون فى الوقت المناسب حتى لو استيقظوا لصلاة الفجر حاضرا. فوراء كل أزمة كبيرة ألمت بالبلاد خلال الشهور الماضية نواب يستيقظون متأخرا وأحيانا بعد فوات الأوان فيصبحون كمن يتخبطه الشيطان من المس لا يحسنون صنعا.

 

 نسى النواب الموقرون بعد أن استقر بهم المقام تحت القبة أن هناك نفرا من ابناء الوطن تعرضوا للظلم فى عهد المخلوع عندما حاكمهم عسكريا فصدرت ضدهم أحكام أفقدتهم الاعتبار رغم إيمان القاصى والدانى ببراءتهم وبحقهم فى إصدار قانون للعفو الشامل عن كل من صدرت ضده أحكام عسكرية فى غير القضايا الجنائية حتى إذا ما أراد هؤلاء النفر خوض غمار السياسة خدمة للبلاد والعباد لا يواجهون موانع قانونية. وحدث ما لم يكن مأمولا وتقدم خيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة وطبقت عليه اللجنة العليا للانتخابات القانون باعتباره معاقبا بعقوبة سالبة للحرية ولم يسترد اعتباره وبالتالى لا يحق له الترشح. وبدلا من أن يلوم الإخوان فى الحرية والعدالة وتحت القبة أنفسهم وجههوا سهامهم نحو اللجنة العليا للانتخابات ليثيروا حولها الشكوك ويشحنوا ضدها النفوس.

 

ثم نام النواب بعد أن اتخذوا مقاعدهم تحت القبة فلم ينتبهوا إلى أن هناك من الفلول من قد يغريه تسامح الثورة والثوار فيقفز من جديد إلى المشهد السياسى وأن قانون العزل مطلوب لقطع الطريق على أطماع هؤلاء. ولكن كما هى العادة استيقظ النواب متأخرا وبعد أن كانت ماكينة الانتخابات قد دارت بالفعل فأصدروا قانونا أضراره أكثر من منافعه.

 

وتتواصل غفوات «النوام» المحترمين فيستقيظون قبل موعد التصويت فى انتخابات الرئاسة بأقل من أسبوعين ويقررون تعديل قانون انتخابات الرئاسة وينشئون لجانا ويفرضون قواعد جديدة ويتبارى النواب فى التشكيك فى لجنة الانتخابات وأعضائها وكأنهم لم يكونوا يعرفون ممن ستتشكل اللجنة منذ إقرار التعديلات الدستورية فى مارس من العام الماضى فيحاولون تعديل ما يريدون قبل انطلاق العملية الانتخابية من الأساس.

 

إن محاولات تعديل قواعد اللعبة بعد بدايتها خطر كبير يهدد اللعبة بالكامل ويثير الشكوك فى شرعية نتائجها، لأنه لا يجوز العبث فى القواعد التى انطلقت على أساسها العملية حتى لو كانت تلك القواعد معيبة.

 

 الأولى بالنواب التركيز على توفير الأجواء والآليات الشعبية التى تضمن إخضاع الانتخابات لأقصى درجات الرقابة الشعبية وهى الأهم والأنجح، والأولى بهم إرسال رسائل واضحة إلى كل من يهمه الأمر بأن الشعب لن يقبل بأى تلاعب فى الانتخابات وفى الوقت نفسه بأنهم ملتزمون تماما باختيار الشعب إذا خلت الانتخابات من التزوير والتلاعب مهما كانت النتيجة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved