كورونا.. الواقع أم التمنيات؟!

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 10 يونيو 2020 - 7:35 م بتوقيت القاهرة

الحكومة ترفع شعار «لا أرى... لا أسمع» وهى تتعامل مع معاناة المواطنين وأزمات الوطن الحياتية. فالحكومة لم تتوقف لتعيد النظر فى خططها بعد أن ضربت البلاد جائحة فيروس كورونا المستجد فأصابت 36829 شخصا وأودت بحياة 1306 أشخاص حتى أمس الأول الثلاثاء وفقا للبيانات الرسمية لوزارة الصحة. ولم تعد الحكومة النظر فى أولويات الإنفاق لكى ترصد مبالغ إضافية عاجلة كافية للقطاع الصحى حتى يستطيع مواجهة الزيادة الهائلة فى أعداد المرضى خاصة أنه منذ بدايات الجائحة اتضح أن إمكانيات القطاع أقل كثيرا من الاحتياجات.

واكتفت الحكومة بالحديث عن رصد مليارات الجنيهات للقطاع الصحى ووجود عشرات المستشفيات الجاهزة «على المفتاح» والمستشفيات الميدانية التى ستوفر آلاف الأسرة للمحتاجين وعن مخزون الأدوية والمستلزمات الذى يتجاوز الاحتياجات المتوقعة.

ولما جاءت لحظة الحقيقة اتضح أن العثور على قرص فيتامين ج أصعب من العثور على المخدرات وأن الوصول إلى سرير فى غرفة رعاية مركزة سواء فى مستشفى حكومى أو حتى خاص أصعب من الوصول إلى القمر.

وفى الوقت الذى أصبح على المواطن البسيط رصد ميزانية إضافية لشراء الكمامات وأدوية البرد التى تضاعفت أسعارها عدة مرات، فى حين فقد أو تراجع دخله، جاءت الحكومة لكى ترفع عليه أسعار الكهرباء بدعوى أن لديها خطة قديمة لإلغاء دعم الكهرباء تدريجيا. ولم تتراجع الحكومة عن هذه الخطوة رغم جائحة كورونا ورغم انهيار أسعار الوقود المستخدم فى توليد الكهرباء بما يعنى أنه كانت لديها فرصة لتأجيل الزيادة الجديدة على الأقل.

فكيف تنظر الحكومة إلى المواطن الذى يئن تحت وطأة تداعيات أسوأ أزمة صحية يشهدها العالم وهى تقرر زيادة قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية له بنسبة 20% تقريبا؟

وكيف ترى الحكومة حال المواطن الذى يحصل على 2001 جنيه شهريا سواء كان دخله من عمله أو معاشه وهى تقرر استقطاع 20 أو 10 جنيهات شهريا منه بدعوى تمويل إجراءات مكافحة كورونا؟

للاسف الشديد الحكومة التى تقرر بناء الكوبرى حتى إذا انتهك حرمة غرف نوم المواطنين ولا تفكر فى أى حل يحفظ للمواطن حرمته ويحمى له ملكيته، والتى تصر على مواصلة بناء الكبارى بغض النظر عن مدى إلحاح الحاجة إليها وتتجاهل احتياجات القطاع القطاع الصحى هى حكومة لا تفكر كثيرا فى المواطن. والحكومة التى تتوسع فى الاقتراض الخارجى وتتوسع فى زيادة أعباء المواطن لخدمة هذه الديون بغض النظر عن الظروف التى يمر بها الوطن والعالم، لا تبعث على الثقة فى كفاءتها وقدرتها على إدارة شئون البلاد والعباد.

رهان الحكومة على ترويج الإعلام لسياساتها وإنجازاتها قد يأتى بنتيجة عكسية لأن الواقع بالغ السوء. فصفحات مواقع التواصل الاجتماعى تحولت إلى صفحات وفيات أو استغاثات من أجل العثور على سرير فى مستشفى لعلاج مريض بفيروس كورونا، أو من أجل العثور على العلاج المطلوب، لا يمكن أن يشعر بالرضا عن الحكومة لمجرد أن برامج التلفزيون وصفحات الجرائد تتحدث عن إنجازاتها وأدائها المبهر فى مواجهة الأزمة.

ورغم ما تكبدته مصر، كأغلب دول العالم من خسائر بسبب الجائحة، فإن الوقت لم يفت بعد لكى تعيد الحكومة النظر فيما تفعله وما تتبناه من سياسات حتى لا يزداد الأمر سوءا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved