إنجلترا وإيطاليا فى ليلة هزيمة الأشباح!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 10 يوليه 2021 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

** «إنجلترا صنعت التاريخ من أجل التاريخ». كان ذلك عنوانا من عناوين الفرحة التى صدرت فى الصحف البريطانية ليلة الفوز على الدنمارك. إلا أن المنتخب الإنجليزى عليه الليلة هزيمة مجموعة أشباح قابعة على قلب وعقل الكرة الإنجليزية منذ 55 عاما يوم حقق المنتخب أول وآخر انتصار دولى له فى كأس العالم 1966. وبريطانيا بلد تتحدث كثيرا عن الأشباح، لكن أشباح كرة القدم صنعها خيال الإنجليز كما صنع شكسبير أشباحه فى قصص هاملت وماكبث ويوليوس قيصر.. نعم الفوز على إيطاليا ورفع كأس البطولة سيكون بمثابة إنهاء للجفاف، وكسر اللعنة، بل ويقال إن إحراز المنتخب الإنجليزى للبطولة سوف يساهم فى تغيير البلد اجتماعيا واقتصاديا!
** وهكذا.. مباراة الليلة بين إنجلترا وإيطاليا أكبر من مجرد مباراة.. هى بالفعل عملية إحياء للكرتين الإنجليزية والإيطالية على مستوى المنتخبين، وتعد أيضا فرصة لصناعة حالة إيجابية تظلل الدورى الإيطالى الذى كان أقوى دوريات أوروبا قبل ثلاثين عاما، وقبل أن يهزمه البريميرليج. وأهمية مباراة الليلة مفهومة، باعتبارها لقبا أوروبيا كبيرا، لكن قراءة ومتابعة الإعلام فى البلدين، يعكس أن معركة منتظرة، لكنها نظيفة ورياضية، حتى لو سارت بمنطق معارك الكوليزيوم الإيطالى القديمة، حين يكون الفوز لأحد المجالدين مربوطا بجثة منافسة!
** لا يعرف عن بوريس جونسون رئيس الوزراء أنه من عشاق كرة القدم لكنه حضر مباراة قبل النهائى مع الدنمارك بفانلة المنتخب الإنجليزى، ويقال أن يفكر فى منح البلد إجازة مصرفية فى حالة الفوز على إيطاليا، لكن المشكلة أن المباراة ستنتهى فى وقت متأخر، ولذلك تدرس الحكومة خيارات «الاحتفال فى ما بعد الفوز باللقب»؟!
** إنها كرة القدم، لعبة الانتصار والانكسار، والكبرياء والانحناء. إنها لعبة ترفع فيها الرايات الوطنية. ولعل من أبرز الذين سجلوا هذا المعنى وصاغوه هو الصحفى الألمانى الراحل يواكيم كليمنس فيست المعروف بكتاباته وتعليقاته العامة على ألمانيا النازية. وهو الذى وصف فوز ألمانيا الغربية بكأس العالم عام 1954 بأنه «الولادة الحقيقية للبلاد». إنها أيضا كما قال بيكنباور فيما بعد: «اللحظة التى تخلصت فيها ألمانيا من قماش الخيش البائس فى سنوات ما بعد الحرب و «استعادت احترامها لذاتها».. فهى ليست مجرد لعبة، ولكنها وسيلة إنقاذ سياسية فى بعض الأحيان، وهذا ما فعلته كرة القدم فى البرازيل يوم الفوز بكأس العالم عام 1970، وما فعلته مع حكومة أنطونيو كوستا الاشتراكية يوم فازت البرتغال بكأس أوروبا 2016.
** سؤال المباراة طرحته الصحفية كارى كارين فى الجارديان: «كيف يمكن أن تجعل إنجلترا كيلينى وبونوتشى غير مرتاحين؟
وكانت الإجابة: «إنجلترا تنعم بوجود العديد من المهاجمين الذين يملكون سرعات، ويمكنهم الركض بسرعة فائقة» وهؤلاء يمكن أن يشكلوا تهديدًا لكيلينى وبونوتشى حرس الدفاع القوى فى إيطاليا».
** هذا صحيح. ففى منتخب إنجلترا سرعات مثل ستيرلينج وبوكايو ساكا أو جادون سانشو. ورحيم سترلينج سريع جدا، وسرعته تمنحه تفوقا على منافسيه، وهو أفضل لاعبى إنجلترا وأسرعهم تصرفا وقرارا فى مواقع الهجوم عندما تتاح له فرصة لتمديد رجله، وهو أمر يكرهه المدافعون. لكن هل يسقط كيلينى وبونوتشى فى الفخ المنصوب والمنتظر بإخراجهما من موقع الدفاع وترك مساحات ينطلق فيها الإنجليز؟
** من المصادفات أن نهائى بطولة ويمبلدون للتنس اليوم يشهد أول إيطالى فى تاريخ البطولة وهو ماتيو بريتينى الذى سيواجه الصربى ديوكوفيتش. فهل يكون يوما إيطاليا؟
** سوف يسدل الستار على بطولة قوية الليلة. وكان أعظم أيامها حتى الآن يوم فازت إسبانيا على كرواتيا 5ــ3، تلاها بعد ساعات قليلة فوز سويسرا على حاملة كأس العالم، فرنسا، بركلات الترجيح بعد التعادل 3ــ3، ليكتمل عقد الموتى فى مجموعة الموت فيما بعد!
** يبقى أن يهزم الإنجليز أشباحهم الليلة.. هل يقدرون؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved