«تيك توك» ومحاولات مايكروسوفت لإرضاء ترامب

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الإثنين 10 أغسطس 2020 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة «The Economist» تقريرا، تحدث فى جزء منه عن تطبيق «تيك توك» وما يشكله من صداع لترامب والخطوات التى اتخذتها مايكروسوفت لشراء التطبيق... نعرض منه ما يلى:
فى ديسمبر 2017، قامت شركة تكنولوجيا صينية اسمها بايت دانس ByteDance بشراء تطبيق Musical.ly، وهو تطبيق يتيح لمستخدميه الصغار الرقص بمزامنة الشفاه مع مقاطع الفيديو الموسيقية. قامت ByteDance بدمج Musical.ly مع تطبيق مشابه يسمى TikTok، والذى بدأ فى النمو بوتيرة كبيرة. اليوم تطبيق TikTok لديه 100 مليون مستخدم فى أمريكا، ويتنافس مع فيس بوك Facebook وسناب شات Snap. كل ذلك أدى إلى ــ مع انتشار التوترات الصينية الأمريكية من التجارة إلى التكنولوجيا ــ وابل من الاستهجان من قبل الرئيس دونالد ترامب والذى يرى أن تحكم الصين فى تطبيق مهم لوسائل التواصل الاجتماعى كهذا سيجعلها حتما قادرة على التأثير فى العمل السياسى الأميركى. يبدو أن هذا سيتوج بتحكم مشترٍ محلى بأعمال TikTok الأمريكية. ووصف هذا الاتجاه بأنها حيوى لحماية بيانات الأمريكيين.
يبدو أن السيد ترامب الآن مستعد لقبول بيع سريع لتطبيق TikTok. وتجرى Microsoft، عملاق البرمجيات الأمريكى، محادثات لشراء عمليات TikTok الأمريكية، وكذلك تلك الموجودة فى نيوزيلندا وأستراليا وكندا. وبالفعل فى 29 يوليو، عقد رؤساء شركات Alphabet وAmazon وApple وFacebook مؤتمرا بالفيديو لمدة خمس ساعات مع لجنة فرعية تابعة للكونجرس بشأن مكافحة الاحتكار. أمضى ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذى لشركة Microsoft، طوال اليوم فى التحدث إلى المستثمرين، وتعيين موظفين جدد. وفى الثانى من أغسطس، قالت الشركة إنها تجرى محادثات لشراء عمليات TikTok الأمريكية والكندية والأسترالية والنيوزيلندية. كل هذه الخطوات غير المعتادة لتهدئة السيد ترامب، وبناء عليه أمام Microsoft حتى 15 سبتمبر للتوصل إلى اتفاق، فإما أن يباع «تيك توك» أو يحظر. وفى خلال ال 40 يوما القادمة قد تحاول Microsoft شراء المزيد من TikTok من الأسواق الأربعة الناطقة باللغة الإنجليزية الأمريكية والكندية والأسترالية والنيوزيلندية، لكن ByteDance سترغب فى الحفاظ على أكبر قدر ممكن من تواجدها العالمى.
تعتبر ByteDance أحدث سلسلة شركات الصين، من بين هذه الشركات هواوى Huawei، والتى تنتج معدات الاتصالات، التى تستهدفها إدارة ترامب أيضا وسط مخاوف من التجسس الإلكترونى والدعاية. حيث تدعى إدارة ترامب ــ دون تقديم دليل ــ أن الشركات تُستخدم، أو يمكن استخدامها، لتمرير البيانات الشخصية للأمريكيين إلى الحكومة الصينية. ليست شركة ByteDance المستهدفة الوحيدة. فهناك أيضا شركة Lenovo المستهدفة، وهى شركة صينية مملوكة جزئيا للدولة، حيث تبيع الكثير من أجهزة الكمبيوتر فى أمريكا. كما تمتلك Tencent، عملاق الوسائط الاجتماعية، حصصا كبيرة فى استوديوهات ألعاب الفيديو والتى يستخدمها ملايين الأمريكيين. وفى الثانى من أغسطس، اقترح مايك بومبيو، وزير الخارجية، أن أمريكا قد تتخذ إجراءات ليس فقط ضد TikTok ولكن أيضا ضد تطبيق WeChat من Tencent و«عدد لا يحصى من الشركات الصينية التى تنقل البيانات مباشرة إلى... جهاز الأمن القومى الخاص بها».
سيكون من الأفضل لأمريكا أن تعمل على فحص استثمارات التكنولوجيا الأجنبية، والحصول على خصوصية البيانات الخاصة بها. تحتاج لجنة الاستثمار الأجنبى cfius إلى الانتهاء من تحقيقاتها بشكل أسرع؛ حيث استغرق الأمر عامين لبدء التحقيق فى صفقة Musical.ly.
ولطالما ظلت مشاريع القوانين التى تحمى بيانات المواطنين الأمريكيين عالقة فى الكونجرس. ولم يبذل البيت الأبيض جهودا كبيرة لإحيائها. ولذلك يجب على إدارة ترامب تقوية قانون حماية البيانات الشخصية. فمن شأن قانون فيدرالى جديد لخصوصية البيانات والأمن السيبرانى إنشاء معايير للتعامل مع بيانات الأمريكيين وإحباط المتسللين الأجانب. يجب أن تسعى الحكومة أيضا إلى ضمان جودة المنتجات الرقمية التى تدخل الأسواق.
التوتر بين الحفاظ على التجارة العالمية وعدم الثقة المشروع فى الحكومة الصينية أمر لا مفر منه. تحتاج أمريكا إلى استجابة أقل تعسفية، بسبب الطريقة التى يتبعها ترامب لحظر تطبيق «تيك توك، وفى نفس الوقت من المتأمل أن تؤدى هذه الاستجابة إلى نتائج مثمرة.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى:

https://econ.st/3kuTGyQ


https://econ.st/30Gj6BR

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved