برومو دليلي.. وثورة مور وأوليفر

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الخميس 10 سبتمبر 2009 - 9:39 ص بتوقيت القاهرة

 أقوى ما فى مسلسل «قلبى دليلى» هو البرومو الذى تم تنفيذه بحرفية شديدة ليذاع على القنوات كإعلان عن المسلسل.. فقد خرج بشكل جذاب وبمونتاج ذكى يؤهلنا لأن نشاهد حياة مفعمة بالحيوية لليلى مراد.. هذه حقيقة، والحقيقة الأخرى أن بطلته السورية صفاء سلطان لم تكن مقنعة بالشكل الذى توقعناه وتخيلناه، فقد افتقد أداؤها للصدق فى مشاهد ومناطق عديدة كانت كفيلة بأن تدخلها التاريخ، وظلت البراءة التى تلازم ملامحها لم يهزها أى موقف أو حدث قوى يتطلب التعبير بروح وبشكل آخر يتفاعل معه الجمهور.. وهذه منطقة لا يمكن تلقينها للممثل.. حتى حوارها وطريقة كلامها «الناعمة» كانت عنصرا أساسيا فى الإحساس ببطء الإيقاع وضياع فرصة المعايشة مع الشخصية، رغم روعة السيناريو الذى كتبه مجدى صابر وأمسك بجوانب عديدة وجديدة من حياة ليلى مراد، خاصة فى المرحلة الأولى ووضعها فى بوتقة درامية كان من الممكن أن تجعل المسلسل أكثر جاذبية لو منحت صفاء سلطان الفرصة لليلى مراد لتظهر بكامل مشاعرها وانفعالاتها فى المسلسل.

اجتهاد المخرج زهير رجب لم يكن على مستوى اجتهاد المؤلف.. فالأخير اقتحم مناطق شائكة وطرح الأسئلة الصعبة ومنح المتلقى فرصة لأن يشارك فى وضع النقاط على الحروف.. بينما اكتفى الأول بالاتكاز على ملامح صورة لم تكن مفعمة بالحياة.

* كثير من البرامج تلجأ لخدعة كبيرة.. تبحث عن حلقة «قوية» مليئة بالإثارة لتقدم بها نفسها للمشاهد كى تجذبه إليها ثم بعد ذلك لا شىء يهم.. حلقات فاترة ومكررة وساذجة.. المهم لديهم هو الضربة والدفعة الأولى، 70٪ من برامج رمضان تنتمى لهذه الفئة.

* مايكل مور يدعو إلى التخلى عن الرأسمالية فى فيلمه الجديد «الرأسمالية.. قصة حب»، وأوليفرستون يدعو إلى «الثورة السلمية» على طريقة الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز فى أمريكا اللاتينية، ويطالب مواطنيه بأن يستوحوا منها منهج حياة فى فيلمه الوثائقى «جنوب الحدود».. إنها ثورة المخرجين الأمريكيين على سياسة أمريكا الخادعة والمزيفة.. وعلى تاريخ بلا حقائق.. ومواقف بلا ضمير.. إنها صحوة الضمير السينمائى.. الذى إذا استيقظ من غفوته ربما تتغير صورة العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved