التعاون مع دول الخليج ليس على رأس اهتمامات نتنياهو

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 10 سبتمبر 2015 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

ألمح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مرارا إلى وجود اتصالات سرية مع دول الخليج العربى، التى يوجد لنا معها الآن مصلحة مشتركة فى إفشال اتفاق الدول العظمى مع إيران. ويشكل هذا جزءا من الحملة التى يخوضها نتنياهو فى الكونجرس الأمريكى ضد سياسة أوباما. توجد اتصالات وقد كانت موجودة دائما، لكن لا وجود لمصالح مشتركة، وليس هناك أى تطابق فى السياسة بين حكومة إسرائيل وزعماء الخليج، فقد قرر السعوديون بحكمتهم أن يقولوا نعم للاتفاق برغم تحفظاتهم، وهم اليوم يجرون حوارا مثمرا مع إدارة أوباما.

موضوعيا، لدينا مصالح مشتركة مع المحور السنى البراغماتى للسعودية ومصر والأردن. وليس نتنياهو وحده من يعترف بذلك بل أيضا هيرتسوغ «زعيم المعسكر الصهيونى المعارض»، ولبيد «يائير لبيد زعيم حزب يوجد مستقبل». لكن ما يخفيه السادة فى الائتلاف والمعارضة عن أنفسهم «باستثناء هيرتسوغ»، أنه من أجل تحقيق مصالح مشتركة يتعين على إسرائيل أن تتعاون مع الدول العربية فى ما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية أيضا ودعم حل الدولتين.

إن قيام ائتلاف من هذا النوع بدعم من الولايات المتحدة، يشكل اليوم مصلحة أمنية من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل، فى مواجهتها لخطر التنظيمات الأصولية المدعومة من إيران. لكن بالنسبة لنتنياهو، فإنه لن يسمح بأى تقدم فعلى فى المشكلة الفلسطينية، من ناحية أيديولوجية، حتى لو كلفه ذلك حياته وخاصة من أجل الحفاظ على بقاء الائتلاف اليمينى الذى يترأسه. إن المؤسسة السياسية فى قسمها الأكبر، تستبعد الموضوع الفلسطينى. ويشكل هذا قنبلة موقوتة تهدد الدولة على الصعيد الأمنى والأخلاقى.

وهذا الأمر بات أكثر وضوحا بعد الاتفاق بين الدول العظمى وإيران. من المنطقى افتراض أن الإيرانيين سيمتنعون عن تطوير سلاح نووى، لكن من المعقول الافتراض أن دعمهم لحزب الله و«حماس» سيزداد. كما أن بلورة ميزان قوى إقليمى جديدة لم يعد أمرا حيويا فحسب بل ممكنا فى ضوء الاتفاق. والأصولية الواقعة تحت تأثير إيران والمدعومة من قبلها عدو مشترك لنا وللدول العربية البراغماتية.

وفى الواقع تستطيع المبادرة السعودية، لا بل يجب أن تشكل قاعدة لتعاون جديد، يمكن فى إطاره إحراز تقدم نحو حل الدولتين والتعاون بيننا وبين أغلبية الدول العربية. هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر. لكن لا يبدو أن هناك فرصة لأن يستغلها نتنياهو. فبالنسبة إليه يحتل أمن الدولة سلم اهتماماته طالما أنه لا يشمل تقدما فى عملية الدولتين مع الفلسطينيين. ويتصدر المشروع الاستيطانى قائمة اهتماماته، وبالنسبة إليه توسيع المستوطنات خارج الكتل، أهم من تحسن محتمل فى العلاقات مع جيراننا ومع الولايات المتحدة. والتحالف مع بينت وأريئيل وشاكيد أهم من تحالف مصالح محتمل مع زعماء مصر والأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية.

يتعارض موقف نتنياهو هذا مع مواقف أغلبية رؤساء المؤسسة الأمنية فى الحاضر والماضى. وكلما وصل الأمر إلى الموضوع الفلسطينى، فإن نتنياهو هو أفضل من يضيع الفرص.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved