سيدات نوبل

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 10 أكتوبر 2020 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

لا أعلم إذا كان بمحض المصادفة أم مقصود أن تكون الفائزات بنوبل هذا العام 2020 فى الكيمياء والفيزياء والادب كلهن من السيدات. فقد أعلنت الهيئة المانحة لجائزة نوبل هذا الأسبوع عن فوز العالمتين إيمانويل شاربنتييه ــ الفرنسية (52 سنة)، وجينفر دودنا ــ الأمريكية (56 سنة) بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2020 لتطويرهما وسيلة لتعديل الجينوم. وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فى بيان بشأن منح الجائزة وقيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (1,1 ملييون دولار)»، اكتشفت إيمانويل شاربنتييه وجينفر إيه. دودنا واحدة من أكثر أدوات تكنولوجيا الجينات دقة المقص الجينى كريسبر، وأضاف البيان كان لهذه التكنولوجيا تأثير ثورى على علوم الحياة وتساهم فى علاجات جديدة للسرطان، وقد تحقق حلم علاج الأمراض الوراثية. كما نجحت جائزة نوبل للآداب مجددا فى إحداث مفاجأة بعد أن منحت جائزتها للعام الحالى إلى الشاعرة الأمريكية (77 سنة) لويز جلوك وذلك بتجاوز العديد من المرشحين الذين كان يعتقد أنهم أصحاب حظ أوفر، بسبب خلفياتهم الثقافية والعرقية المختلفة عن المعتاد فى تاريخ جوائز نوبل. ولكن اختيار جلوك صاحبة الـ12 مجموعة شعرية والعدد الكبير من الجوائز الأدبية المرموقة.
هذه السيدات عملن فى مواضيع وأبحاث علمية متقدمة ومعقدة وفى منتهى الصعوبة. إلا أنهن أثبتن ذاتهن ليتأكد لنا من جديد أن السيدات لسن أقل من الرجال وأن العلم والعلوم والأدب ليست حكرا على الرجال، فالتاريخ الإنسانى وفى مختلف العصور ملىء من الأمثلة ومنهن مارى كورى فلا فرق بين الرجل والمرأة، فالاثنان يستطيعان الوصول بالإنسانية إلى رحاب واسعة بفضل علمهما وجهادهما العلمى وأبحاثهما المتقدمة.
يا ترى أمام هذه الجائزة الرفيعة ما هو رأى «خفافيش الظلام» الذين لا يرون فى المرأة إلا جسد لمتعة الرجل ووعاء لإيلاد الأطفال؟ ما هو رأى هؤلاء وهم يصرون باسم الدين (والدين منهم براء) على وقف عجلة التقدم وتوقف دوران التاريخ والتشبث فى التخلف لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، بل العمل على تصديره للمجتمعات الأكثر تقدما، والتى أنجبت مثل هؤلاء السيدات الفائزات اليوم بجائزة نوبل فى الكيمياء والفيزياء والأدب وغيرها من الجوائز، مكافأة على علمهن وإيحائهن وتقدمهن والتطبيقات التى خدمت العالم بأسره والإنسانية كلها؟.
على هؤلاء فى نظرى أن يصمتوا تماما فهم غير جديرين بحمل كلمة الله وشرحها؛ لأن الله عز جلاله لا يريد التخلف للإنسانية، بل الإنسان هو من المسببات التى يستعملها الله من أجل تقدم الإنسان ذاته والمجتمع والعالم. بل تقديم اعتذار صريح عن فتواهم التى أدت إلى إهانة المرأة أو تخلفها فى كثير من الدول العربية والإسلامية، يا ليت هؤلاء النساء يكن قدوة لكل امرأة ورجل تؤمن ويؤمن بتقدم الإنسان وإعمال العقل من أجل اكتشاف ما هو صالح لتطور الإنسانية، وأخذها إلى رحاب واسعة لا حدود لها ولا سقف.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved