انظر إلى ترامب وسترى الإسرائيليين

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 - 8:05 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للكاتب جدعون ليفى، يشبه فيه الإسرائيليين بترامب، ففيهم الكثير من الصفات والسياسات المتماثلة لذلك حزن الإسرائيليون حزنا شديدا على مغادرته البيت الأبيض... نعرض منه ما يلى:

ناقش السكان الأثرياء، فى ضاحية رمات أبيب عند قراءتهم نسخة نهاية الأسبوع من «يسرائيل هيوم»، الهزيمة المحتملة لترامب. قال أحد الرجال بحزن: «نحن فى كارثة». وأومأ رفاقه بالموافقة قائلين: «إنه يوم مظلم لإسرائيل، خسر دونالد ترامب الانتخابات».
لم تشعر أى دولة أخرى فى العالم، باستثناء الفلبين أو نبراسكا، بالحزن الشديد لسقوطه. حيث أظهر استطلاع للرأى أجراه مركز أبحاث ميتفيم الإسرائيلى أن 70٪ من الإسرائيليين يدعمون ترامب. إذن الغالبية العظمى فى إسرائيل ــ بما فى ذلك الوسطيون وبعض اليساريين ــ تفضل ترامب. وتوصل مسح أجراه مركز بيو للأبحاث ومقره واشنطن إلى نتائج مماثلة. فى المقابل نجد أن 75٪ من الأوروبيين الغربيين سئموا من الرئيس الأمريكى.
يمكن القول أن هذا الدعم هو وسيلة للتعبير عن الامتنان لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان والانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى. لكن هذه الأحداث لم تسبب سوى القليل من الحماس والسعادة فى إسرائيل. فلم يقفز أحد إلى نافورة فى ساحة المدينة للاحتفال بالاعتراف بمجدل شمس (قرية فى الجولان) كمدينة إسرائيلية.
إلا أن تفسير زيادة شعبية ترامب فى إسرائيل أعمق بكثير وجذورها أكثر إثارة للقلق. فإسرائيل معجبة بترامب ليس بالرغم من مواطن ضعفه العديدة ولكن بسببها. ترامب هو تجسيد لكل ما هو سيئ وقبيح فى إسرائيل وها هو يقوم بتطبيع هذا القبح والسوء وتبييضه أمام العالم. انظر إليه وسترى الإسرائيليين. هذا هو ما هم عليه، أو ما يودون أن يكونوا عليه. معظمهم، على الأقل.
ترامب هو تجسيد لإسرائيل غير الجميلة. ابتذاله وسوء خلقه وعداؤه. الجهل والمكائد والأكاذيب؛ احتقار الضعفاء، القانون، العدالة، الإعلام، العلم والبيئة ــ كل هذا موجود فى الإسرائيليين.
من منهم لا يريد رئيسا متعاطفا مع إسرائيل ويجعلها عظيمة مرة أخرى؟ من منهم لا يريد رئيسا جنى ثروته بالدهاء والمكر، الطريقة التى يحبونها؟!
من لا يريد رئيسا يسخر من اللباقة السياسية ويعيد الأيام الخوالى للشوفينية الذكورية التى لطالما حاربتها النسوية؛ من الذى لن يزعجهم ويهددهم، ومن الذى سيعيد العنصرية أيضا؟
من منهم لا يحب شخصا يحتقر المؤسسات الدولية وجماعات حقوق الإنسان والقانون الدولى، ينتهك الاتفاقيات الموقعة ويسخر من أوروبا المتعجرفة وقيمها الليبرالية العالمية، تماما كما هو حال أحلام العديد من الإسرائيليين؟ حتى بنيامين نتنياهو، الذى يشبه ترامب إلى حد كبير، لا يمكنه تحقيق هذه الأحلام بهذا المستوى.
أليس النهج الإسرائيلى ترامبويا؟ اعزلوا، أبطلوا، العنوا، اخرقوا القانون، اركنوا سياراتكم فى أى مكان، لا تفكروا فى أى شخص غير أنفسكم، فأنتم أكبر وأقوى وأسرع من أى أحد.
خذ السياسة الإسرائيلية على سبيل المثال، وخاصة السياسيين من اليمين. أليسوا مثل ترامب؟ ألا يريدون أن يكونوا مثله؟
اخلط أفيجدور ليبرمان وميرى ريجيف وأوسنات مارك وميكى زوهار وديفيد أمسالم وستحصل على ترامب بالعبرية. اجمع بين تنمرهم وجهلهم وشعبويتهم وسطحيتهم وابتذالهم وستحصل على ترامب الإسرائيلى.
أضف الطريقة التى أهان بها ترامب الفلسطينيين وتجاهل وجودهم. حقوقهم لا تعنى شيئا بالنسبة له، تماما كما أنها لا تعنى شيئا لمعظم الإسرائيليين، ببساطة لأنهم ضعفاء.
إنه لحلم إسرائيلى أن تمنع المساعدات عن الضعيف وتعطيها للأقوياء، كما فعل ترامب ــ من وكالة اللاجئين التابعة للأونروا إلى الجيش الإسرائيلى، من اللاجئين إلى القوة العسكرية التى طردتهم. ومن الحلم الإسرائيلى أيضا ترحيل طالبى اللجوء، كما فعل ترامب، وإبقاء مئات الأطفال منفصلين عن والديهم وترك عشرات الآلاف من البالغين المذعورين.
هذه هى عدالة ترامب، وهى عدالة إسرائيلية. لهذا السبب أحبوه كثيرا. لهذا السبب من المؤسف أنه سيغادر.
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد.
النص الأصلى:
https://bit.ly/2Uaifp8

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved