مصر والسعودية.. وخالد الفيصل

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الخميس 10 ديسمبر 2015 - 8:45 ص بتوقيت القاهرة

مساء الثلاثاء الماضى كان هناك برهان جديد على قوة علاقات مصر والسعودية رسميا وشعبيا.

الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقف فى مقر السفارة السعودية بالقاهرة، وخاطب جمعا منوعا من مصر الرسمية والشعبية قائلا: «مصر العظيمة أم الدنيا، والقاهرة عاصمة الأمة العربية، شكرا لهذه البلاد رئيسا وحكومة وشعبا، إنسانا وزمانا ومكانا، أملنا أن يتغير بكم حال الأمة إلى ما هو أفضل».

خالد الفيصل أديب وشاعر وفنان تشكيلى، ويشغل العديد من المناصب منها رئيس مؤسسة الفكر العربى، المؤسسة التى عقدت اجتماعها الأخير فى القاهرة الأسبوع الماضى، وتحدث فى افتتاحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، مطالبا بتعزيز التعاون العربى والتصدى للتهديدات الوجودية التى تتعرض لها المنطقة.

مساء الثلاثاء الماضى أقام السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان حفلا لتكريم الأمير خالد الفيصل بمقر السفارة السعودية بالجيزة، كان ترجمة لعلاقات البلدين التى يحاول كثيرون عرقلتها بشتى الطرق وقال الأمير إن هذه المحاولات فشلت وسوف تفشل.

مستوى حضور الحفل كان تعبيرا عن قوة هذه العلاقات، كان هناك رئيس الوزراء شريف إسماعيل الذى طالبه الصحفيون بالانفتاح على الإعلام، وكان هناك وزراء الإنتاج الحربى اللواء محمد العصار، والتضامن غادة والى، والتعليم الهلالى الشربينى، والشباب خالد عبدالعزيز، والتنمية المحلية أحمد زكى بدر، والزراعة عصام فايد، والأوقاف محمد مختار جمعة، ومحافظ القاهرة جلال مصطفى السعيد والجيزة خالد العادلى.

وعلى المائدة الرئيسية كان يجلس الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، ورئيس المحكمة الدستورية العليا، المستشار عدلى منصور الرئيس السابق، وتقريبا سأله الجميع: هل ستتولى منصب رئيس مجلس الشعب، وكانت إجابته دائما ابتسامة مهذبة، وإيماءة توحى بالنفى.

كان هناك أيضا السياسى الكبير عمرو موسى، الذى سأله البعض نفس السؤال دون أن يظفروا بأى رد باستثناء الابتسامة المعهودة. وخلال النقاشات الجانبية قال أحد النواب إن المستشار سرى صيام مرشح لتولى المنصب بعد رفض كل من عدلى منصور وعمرو موسى للمنصب.

كان هناك النائب أسامة هيكل القيادى فى قائمة «فى حب مصر»، داعبته قائلا: مرحبا سيادة رئيس المجلس، فابتسم مؤكدا أن خبر الترشيح غير صحيح بالمرة.

كان هناك نوال الدجوى وزاهى حواس ومصطفى الفقى ويحيى الجمل وياسر النجار ورؤساء نقابات وأندية كروية ونقاد رياضيون.

وحضر أيضا عدد كبير من السفراء العرب منهم: لبنان خالد زيادة، والجزائر نذير العرباوى، والأردن بشر الخصاونة، والبحرين راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، وفلسطين جمال الشوبكى، والعراق ضياء الدباس، إضافة إلى شخصيات عامة أخرى كثيرة لم يسعفنى الوقت لرؤيتها فى القاعة الفسيحة.

أما الحضور الأبرز فكان للإعلاميين، حيث حضر تقريبا معظم رؤساء التحرير وكبار الكتاب وكبار مقدمى البرامج الفضائية منهم: عمرو خفاجى، وشريف عامر، ومجدى الجلاد، ومحمود مسلم، وعصام الأمير، وصفاء حجازى، ووائل الإبراشى، وعمرو الكعكى، وسليمان جودة، وأشرف العشرى، وياسر أيوب، ومصطفى بكرى، وخالد أبوبكر، وجلاء جاب الله وعلاء حيدر، وغالى محمد، ومنى الشاذلى، وعلاء ثابت، ورامى رضوان، وأمل فوزى، وأسامة عجاج، ومجدى لاشين، ومحمد عبدالحافظ، وعصام عبدالجواد، ومحمد الأمين، وصلاح دياب، وعلاء الكعكى، وأحمد أبوهشيمة.

أما اللافت للنظر فهو الحضور اليسارى الواضح خصوصا الناصرى، حيث كان هناك القيادى الناصرى الكبير حمدين صباحى وعبدالحكيم عبدالناصر وشقيقته هدى ونقيب الصحفيين يحيى قلاش والكاتب الصحفى أحمد الجمال. كان هناك أيضا نخبة من الفنانين أبرزهم محمود عبدالعزيز وسمير غانم ودنيا سمير غانم.

الكلمات التى قيلت على المنصة وفى الحوارات الجانبية عكست الرغبة فى الحفاظ على قوة علاقات البلدين. كان يجلس إلى جانبى أحد القادة العسكريين السعوديين المتقاعدين، وقال لى إن مصر هى عمود الخيمة، وإذا سقطت لا قدر الله سقطت الأمة العربية، ومن مصلحة السعودية أن تظل مصر قوية. ورأيه أن داعش ترجمة لحالة التخلف العربى استغلها الغرب لتقسيم المنطقة. هى نفس المعانى التى سمعتها من شخصيات سعودية كثيرة حضرت الاحتفال، وبعضها أعضاء فى مجلس الشورى السعودى، إضافة إلى فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق.

ليس عيبا أن تختلف وجهات النظر بين الحكومتين بشأن أى ملف أو قضية ثنائية أو اقليمية، لكن العيب والخطر كل أن تتعرض علاقات الشعبين للانتكاس، وهو الأمر الذى تحاوله أطراف محلية وإقليمية ودولية كثيرة، وفشلت حتى الآن، ونأمل ألا تنجح إن شاء الله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved