كيرى يكرّس جل طاقاته لمشكلة راوغ حلها كل أسلافه

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: السبت 11 يناير 2014 - 9:00 ص بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة الاندبندنت البريطانية افتتاحية بعنوان «كيرى يكرس جل طاقاته لمشكلة راوغ حلها كل أسلافه» تناولت فيها جهود جون كيرى للوصول لاتفاق سلام إسرائيلى فلسطينى وكيف أن بطء تقدمها مثير للإعجاب. لكن لا يمكن لكيرى إهمال سياق الحدود.

وترى الجريدة أنه لابد من الإعجاب بجون كيرى، لإصراره على الأقل، وربما كذلك لأولوياته وإن كان بدرجة أقل، فهذا الأسبوع أنهى وزير الخارجية مهمته العاشرة فى دبلوماسية الشرق الأوسط خلال عامه الأول من توليه مسئولية السياسة الخارجية الأمريكية. إلا أنه على الرغم من جهوده هناك القليل من الأدلة الظاهرة على حدوث تقدم حقيقى نحو اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتجاوز المتاح المألوف الذى جعلته ستة عقود من صنع السلام الفاشل أكثر فاعلية، ذلك أن الجانبين يتحدثان على أقل تقدير.

وتضيف الجريدة، ربما يكون هذا صحيحا. لكن وسط الاضطراب الحالى الذى يسيطر على المنطقة، يبدو النزاع الإسرائيلى الفلسطينى الآن عرضا جانبيا تتحكم فيه قضايا أكثر أهمية منه تجرى فى كل مكان حوله. وتشمل تلك القضايا فساد الربيع العربى، وبرنامج إيران النووى الذى تعتبره إسرائيل خطرا أكبر بكثير على أمنها من الصراع الذى لا ينتهى مع الفلسطينيين. وعلاوة على ذلك، الحرب الأهلية الرهيبة فى سوريا المجاورة حيث يهدد الصراع الآن بالاختلاط بالقلاقل فى العراق ويطلق شرارة الصراع السنى الشيعى العام، وهو الصراع الذى تعترف واشنطن الآن أنه سيكون لإيران دور تقوم به فيه.

•••

ووفقا للجريدة فإن كيرى يكرس جل طاقاته لمشكلة راوغ حلها كل أسلافه، حتى عندما قاد الرئيس الوساطة الأمريكية بنفسه كما فى محاولة بيل كلينتون عام 2000. وهذه المرة بقى الرئيس أوباما، الذى جرح مشاعره فشله فى استئناف المفاوضات أثناء فترة ولايته الأولى، خارج الحلبة بشكل واضح. لكن بدون المشاركة المباشرة والمستدامة على أعلى مستوى ليس من المحتمل التوصل لاتفاق.

يبدو أن كيرى يعتقد أنه بإجبار الجانبين على التمسك بمواصلة الأمر يمكن ظهور حل. وهدفه هو اتفاق «إطار» يتحقق بحلول شهر أبريل، حيث يوضح ضوابط حل الدولتين. وعندما يتسلح الإسرائيليون والفلسطينيون برؤية مشتركة، فساعتها يمكنهم التوصل إلى التفاصيل. لكن من غير الواضح كيف تختلف هذه الصياغة عند التطبيق عن الاتفاقات المؤقتة وخرائط الطريق وغيرها من مخترعات اللغة الدبلوماسية التى اكتنفت ما يزيد على 60 عاما من الجمود.

•••

وتشير الجريدة إلى أن الخطوط العريضة لأية تسوية كانت واضحة منذ زمن بعيد. فهناك حل الدولتين القائم على حدود 1967، لكن مع مقايضة أراض للاعتراف بواقع المستعمرات الإسرائيلية القائمة بالفعل، والقدس المشتركة، مع أقل قدر ممكن من حق العودة الرمزى للاجئين الفلسطينيين. غير أنه فى عملية سلام الشرق الأوسط، حيث يمكن بسهولة استغلال الاختلاف على أمر محدد لوقف المحادثات بكاملها، فالشيطان يكمن فى التفاصيل.

الأمر ليس مختلفا الآن. فالبعض يرى السرية المحيطة بجوهر المحادثات أمرا إيجابيا ودليلا على أن الجانبين يتفاوضان بطريقة جادة. لكن لم يتم حتى الآن اجتماع بين الزعيمين، محمود عباس وبنيامين نتنياهو. فالزعيم الإسرائيلى لديه تحالف لابد أن يحافظ عليه، بينما الانقسامات العميقة مازالت قائمة بين فتح وحماس الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين. والواقع أن الشك قوى فى ألا تتحدث إسرائيل كثيرا بنية التوصل إلى اتفاق، لكن بنية إسكات النقد الخارجى.

وفى الختام ترى الجريدة أن كيرى يبذل جهدا كبيرا، لكن من الصعب تجنب الشعور بأننا نشاهد سعيا لا يُقهَر وراء ما لا يمكن بلوغه، وأن طاقته المثيرة للإعجاب يمكن توجيهها إلى مكان آخر بشكل عاجل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved