هل يتغير العلم أم يتطور؟

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 11 مارس 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

يبدو أننا دون أن ندرى أو ننتبه نعيش أيام مخاض صعب، سيسفر عن ميلاد ثورة علمية تقلب موازين درجنا على الاحتكام لها، وتهدم نظريات بنينا أحكاما على نتائجها. لا ينكر العقل تطورا دائما ومستمرا فى العلوم والمعارف المختلفة، لكنه يبدو أن الأمر لن يقف عند حدود التطور والطفرة ، انما نحن بصدد تسونامى قد يطول مده قوانين علمية أساسية ويتسبب فى انهيار جدار المعرفة القائم حاليا . لماذا يراودنى هذا الشعور المخيف إذا صح التعبير؟

 

الواقع أن الأعوام القليلة الماضية، شهدت تراجعات علمية عن مفاهيم سادت وروج لها العلم، الأمر الذى يبدو محيرا للأطباء عند اتخاذ القرار وللإنسان عند ضرورة الالتزام به.

 

على سبيل المثال لا الحصر، إذا استبعدنا تماما شبهة الإعلان عن مكملات غذائية عديدة روج لها الإعلام دون سند علمى حقيقى خلال السنوات الماضية لنا أن نتوقف أمام قضايا تتعلق بالفيتامينات والمعادن خاصة الكالسيوم. ساد اعتقاد جازم لفترة طويلة ان الفيتامينات عناصر يجب الحرص عليها وتناولها كمكملات غذائية لكن السنوات الأخيرة أعلنت نتائج لدراسات جادة حديثة لتؤكد أن الإنسان يمكنه أن يستمد كل ما يحتاجه من فيتامينات بلا استثناء من مصادر غذائه الطبيعية إلا فى حالات مرضية خاصة.

 

ظل الكالسيوم فى صورة أقراص على قائمة كبار السن من الرجال والنساء فى إلحاح علمى متصل لسنوات إلى أن صدرت أخيرا توصيات علمية تؤكد على عدم أهميته، وتدعو للاكتفاء بذلك القدر الذى يمكن تناوله من مصادره الطبيعية إلى جانب الاهتمام بفيتامين (د). بل وأعلن عن عدد دراسة موسعة تشير إلى احتمالات الإصابة بجلطة الشرايين التاجية الناجمة عن زيادة نسبته فى الدم.

 

هناك أيضا قضية الاسبرين التى شغلت الرجال والنساء معا وهل من المفيد تناول الاسبرين يوميا للوقاية من السكتة الدماغية أو جلطة الشرايين التاجية؟

 

أما القضية التى احتلت اهتمام المرأة فى العالم ولسنوات، فقد كانت ضرورة تعويض الهرمونات الانثوية التى صدرت لها توصيات علمية تلزم الأطباء باتباعها إلى أن ثبت بما لا يقبل الشك انها تؤدى للإصابة بالسرطان وجلطات الشريان التاجى.

 

لا أريد أن ألقى بظل ثقيل من الشكوك على تفكيرك عزيزى القارئ لكننى وأنا أتابع بانبهار ودهشة حقيقية تلك النتائج التى وصل إليها الزميل العزيز وتلك النخبة الفريدة من العلماء معه أعرف أنها ستثير جدلا واسعا ونقاشا لن يهدأ أو ينتهى بنهاية المؤتمر إنما ستكون البداية رغم أن الدلائل تحمل قدرا من الصدق تسجله سنوات زادت على الأربعة آلاف منها.

 

أظن أننا بالفعل نعيش مرحلة انتقالية تضعنا على اعتاب عالم جديد من المعرفة فاستعدوا للطوفان.

 

ملاحظة أخيرة: منذ أيام قليلة صدر تصريح علمى عن د.جيمس واطسون الحائز على جائزة نوبل وصاحب الأبحاث الرائدة فى حمض الخلايا النووى أكد فيه أن مضادات الأكسدة قد تسبب أنواعا من السرطان!

 

العلم بالفعل يتغير فانتبهوا!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved