مصلحة إسرائيل استبدال نتنياهو

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأربعاء 11 مارس 2020 - 8:15 م بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة هاآرتس مقالا افتتاحيا تناول فيه أهمية تعاون حزب أزرق أبيض مع عرب إسرائيل حتى لا تلجأ إسرائيل إلى إجراء انتخابات رابعة ويتم إنقاذها من حكم نتنياهو.. نعرض منه ما يلى.
السبب الرئيسى فى وجود حزب أزرق أبيض هو إنهاء عهد بنيامين نتنياهو، فالرابط بين أجزاء الحزب المختلفة هو يقين بينى غانتز والفصائل الموجودة على يساره (حزب هناك مستقبل) ويمينه (حزب تلم) أن مصلحة إسرائيل استبدال نتنياهو. لهذا السبب أُنشئ حزب أزرق أبيض ولهذا السبب صوت الناس لصالحه.
فى تصريحات أدلى بها غانتز خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن أن «عصر حكم نتنياهو قد انتهى»، ووعد «ببذل كل جهد ممكن لمنع إجراء انتخابات رابعة». وتعتبر الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هو تشكيل الحكومة مع حزب العمل الإسرائيلى وغيشر (جسر) وميرتز مع دعم حزب إسرائيل بيتنا والقائمة المشتركة للأحزاب العربية (وهى تحالف للأحزاب العربية الرئيسية فى إسرائيل.. التجمع الوطنى الديمقراطى، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير، وحزب القائمة العربية الموحدة).
لكى نكون واقعيين فإن نتائج الانتخابات من ناحية والتزام الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة بتأييد الكتلة اليمينية التى يترأسها نتنياهو من جهة أخرى لا يترك خيارا لحزب أزرق أبيض. على الرغم من الموقف الانفصالى لحزب التجمع الوطنى الديمقراطى، إلا أنه بدون تعاون سياسى بين اليهود والعرب، لن يكون ممكنا استبدال نتنياهو وتجنب خوض انتخابات رابعة.
الآن وبعد أن حصلت القائمة المشتركة على 15 مقعدًا، بدأت كتلة يسار الوسط استيعاب ما أشار إليه نتنياهو منذ سنوات وهو أن التهديد الوحيد لحكم اليمين هو التعاون بين أحزاب اليسار الوسط، بما فى ذلك القائمة المشتركة. هذه الرؤية الاستراتيجية السياسية هو ما فرضه نتنياهو طوال فترة حكمه فقسّم صفوف الأحزاب اليسارية ومنعهم من الحكم إلى الأبد.
إن حملة نزع الشرعية عن أعضاء الكنيست العرب هى بالضبط ما تسعى إليه استراتيجيته.. وهى حملة تهدف فقط إلى إقناع الجمهور بأن التمثيل البرلمانى للمواطنين العرب فى إسرائيل غير مقبول وخطير، وأن العمل معهم ممنوع.
لا يخفى نتنياهو اعتباره أن التصويت العربى باطلا، ويحذف المقاعد التى حصل عليها العرب فى حساباته.. فأعلن أن «الكتلة اليسارية هى 47 مقعدًا فقط»، وأن «العرب ليسوا جزءًا من هذه المعادلة، وهذه هى إرادة الشعب». بالنسبة له، التحالف المحتمل الذى يضم العرب، أو الذى يدعمهم، هو «سرقة للأصوات».
وبالتالى، فهى ليست مجرد سياسة واقعية، ولكنها ضرورة أخلاقية. فتحريض نتنياهو ضد المواطنين العرب وممثليهم وأولئك المستعدين للتعاون معهم، وما له من خطر على الحياة فى إسرائيل، يجعله قائدا يجب استبداله من أجل مصلحة إسرائيل.
تحدث غانتز يوم الاثنين الماضى مع رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة ورئيس الفصائل أحمد الطيبى ورئيس حزب القائمة العربية الموحدة منصور عباس. ووفقا للبيان الذى صدر، أكد غانتز خلال المحادثات عزمه على تشكيل حكومة تخدم جميع مواطنى إسرائيل، اليهود والعرب على حد سواء. فكان رد غانتز على استبعاد نتنياهو للقائمة المشتركة من عدد المقاعد أن «فى دولة إسرائيل، كل الأصوات متساوية».. حان الوقت لتأكيد أن هذا ليس مجرد كلام.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى:من هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved