تحت (الكنبة) قنبلة

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 12 أبريل 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

إن رجلا كان فى موقع الرجل الثانى أثناء حكم النظام البائد لا يمكن أن يخوض انتخابات رئاسة مصر. ولا يمكن لوكيل المخابرات الأمريكية فى تعذيب المعتقلين الذين يفشل خبراء التعذيب فى معتقل جوانتانامو فى استنطاقهم أن يكون أمينا على الشعب الذى ثار عليه وعلى سيده، ولا يمكن لرجل له بصمة على كل جرائم نظام مبارك فى السنوات العشر الأخيرة أن يحقق الاستقرار المنشود. وأخير فإن رجلا يغير رأيه فى 27 ساعة من رفض خوض الانتخابات إلى خوضها أن يصلح لأن يكون رئيسا لمصر.

 

إن الإخوة الأفاضل أعضاء «حزب الكنبة» و«الأغلبية الصامتة» يرتكبون فى حق أنفسهم خطأ جسيما عندما يتصورون أن عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع سيكون «رجل الامن والاستقرار» إذا ما أصبح رئيسا للجمهورية. فهؤلاء الناس الذين يبحثون عن الهدوء واستقرار الأمور والشعور بالأمن لا يدركون أنهم يدفعون بالأمور إلى حيث لا يريدون بانتخاب هذا الرجل الذى سيصبح قنبلة «تحت الكنبة» لتنفجر فى هؤلاء الناس قبل أى شخص آخر.

 

فكل من نزل إلى ميدان من ميادين مصر للمطالبة بإسقاط حسنى مبارك يدرك أن السماح بعودة سليمان إلى السلطة تحت أى ظرف يعنى وضع رقبته تحت سيف هذا الرجل الدموى الذى سينتقم لسيده مبارك ممن أسقطوه. لذلك فإن يوم إعلان فوز عمر سليمان وهو احتمال فى نظرى ضعيف للغاية سيكون بداية ثورة جيدة تعيد الأمور إلى ما كانت عليه يوم 28 يناير 2011.

 

وقد كان المشاركون فى الثورة ومحبوها سعداء يوم 28 يناير 2011 ولم يتوقفوا كثيرا عند التضحيات التى كان على البلاد تقديمها للتخلص من طغيان مبارك وسليمان وجنودهما، فى حين أن أعضاء «حزب الكنبة» و«الأغلبية الصامتة» كانوا يحلمون باليوم الذى تهدأ فيه الأمور على أى نحو حتى لو ظل مبارك فى السلطة.

 

الملايين الذين نزلوا إلى كل ميادين مصر يوم 28 يناير لن يقبلوا ولهم كل الحق بعودة نائب الرئيس المخلوع بدعوى أن هذا حكم الصندوق. فالرجل الذى ظل يخدم نظام الحكم الذى حرم الشعب من حكم الصندوق على مدى 30 عاما لا يملك الحق فى الاحتكام إلى هذا الصندوق. إن طيبة الثوار وكرمهم وحسابات المجلس العسكرى وتساهل القوى السياسية جنبت عمر سليمان زنزانة فى طرة إلى جانب رموز العهد البائد أو سريرا فى المركز الطبى العالمى إلى جوار سيده مبارك. ولكن قرار سليمان العودة إلى المشهد السياسى مرة أخرى مرشحا للرئاسة يقترب من الخيانة الوطنية لأنه ببساطة يفخخ مستقبل هذا البلد الذى عامله بكرم زائد لا يستحقه.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved