البالطو الأبيض

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 11 أبريل 2020 - 8:25 م بتوقيت القاهرة

تحية كبيرة للقطاع الطبى فى مصر وعلى رأسهم وزيرة الصحة للتضحيات الكبيرة لما يفعلونه لمكافحة فيروس كورونا والذى جعل العالم كله ينظر إلى مصر والقيادة المصرية باحترام كبير وتقدير لكيفية إدارة الأزمة واستباق الصعوبات التى سنواجهها من أدوية وأسرّة ومستشفيات وذلك مقارنة بالدول التى يقال عليها متقدمة والتى استهترت كثيرا وتأخرت فى التجهيز مع دعواتنا لهم أن يشفى الله كل مريض ويواسى كل عائلة مكلومة.
تحية لقيادتنا المصرية، التى أظهرت معدن المصرى الأصيل فى وقت الشدة، تآزرت مع الدول المصابة وأرسلت المساعدات السخية رغم أن بعض سفراء تلك الدول تطاولوا على مصر وأخافوا شعبها. تحية لكل طبيب وطبيبة حتى الذين خرجوا على المعاش ورجعوا إلى مستشفياتهم أو مراكزهم متطوعين لمد يد المساعدة ولم يبالوا بصحتهم بل سخّروا خبراتهم وعلمهم لمكافحة فيروس كورونا وتحية لكل الممرضين والفنيين والعاملين فى خدمة المسنين حتى إن الكثيرين لم يذهبوا إلى منازلهم ويظلون فى أماكنهم وعملهم رغم الخطر المحدق بهم. تحية للجيش المصرى الباسل الذى يضع كل إمكانياته فى خدمة مصر ويقوم بالتجهيز والتطهير الدائم وغيره من الأعمال البطولية وفى ظلها فُقد رجال من أكفأ رجالها فى ساحة محاربة كورونا.
لقد أثبت الجيش الأبيض المصرى كما أصبح يطلق عليه قدرات فائقة فى العمل بتفان وإخلاص وحرفية فى احتواء الفيروس ومنع انتشاره والاستعداد الكامل للتعامل مع كل الاحتمالات، مسلحا بأكفأ الكوادر الطبية فى المستشفيات المصرية، الذين يقدمون التضحيات فداء للوطن وحماية لأرواح المواطنين.
وقد برز دور القطاع الطبى بشكل كبير فى معركة «كورونا» حيث تسابقت المستشفيات الجامعية فى مختلف المحافظات المصرية فى تطوير آليات جديدة.
وإنتاج الأجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعى وتدريب الأطباء على كيفية التعامل مع الحالات المصابة بالفيروس وتجهيز أماكن خاصة كما عمل الجيش المصرى على نصب مستشفيات ميدانية والمساهمة فى إنتاج الكمامات الطبية والمطهرات وغيرها، والتى تؤكد قدرة الجيش ومؤسساته والقطاع الطبى فى مصر على التعامل مع الأزمة بما يفوق قدرات قطاعات طبية فى دول أخرى متقدمة.
ولا يجب أن يذهب عن ذهننا أن بعض العاملين فى القطاع الطبى فقدوا حياتهم من أجل الواجب ومنهم من شاهد زملاءه يرحلون وهم واقفون فى ميدان الدفاع عن المريض، إضافة إلى التوتر والساعات الطوال وتواصل الليل بالنهار لمجابهة هذا الفيروس اللعين الذى اجتاح العالم.
أن العمل فى المجال الطبى بأنواعه المختلفة إن كان طبيبا أو علاجا أو بحثا معمليا أو فنيا هى دعوة من الله لبّاها شخص من أجل خدمة الإنسان ومساعدته وإسعافه بعيدا عن أى مجد أو كسب مادى أو شكر معنوى ولكن لهم منا كل الشكر والتقدير والتحية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved