الرجل الذى أنقذ العيد..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 11 يونيو 2016 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

** «هل نحصل أخيرا على قليل من البهجة والمتعة؟».

** تساءلت صحيفة لو«باريزيان» الفرنسية فى صدر صفحتها الأولى قبل انطلاق بطولة الأمم الأوروبية بأيام. ففرنسا حتى ليلة الافتتاح تعيش حالة خوف وتوتر. رجال الجيش والشرطة والأمن السرى ينتشرون فى كل مكان، وأخبار التهديد الإرهابى تتعزز بالقبض على فرنسى فى أوكرانيا ثم القبض على فرنسى يدعى رضا.ك مطلوب أمنيا ويتحرك بهوية مزيفة، بجانب إلقاء القبض على عائلة مكونة من خمسة أشخاص كانت بصدد مغادرة البلاد. فيما شبح الإضراب يخيم على فرنسا كلها. فهناك إضراب عمال السكك الحديدية. وإضراب من طيارى إير فرانس، وإضراب من جانب جامعى القمامة فى سياق معركة اجتماعية مع الدولة.

** قبل 18 سنة استضافت فرنسا كأس العالم لكرة القدم، ولم يكن هناك هذا التهديد الأسود من الإرهاب. ولا تلك الإضرابات. وكانت أوروبا هادئة منتشية. ولم تكن تعانى من أحداث قتل 130 شخصا فى قلب العاصمة باريس بدم بارد. ولذلك وتعليقا على تساؤل الصحيفة سارع وزير الداخلية الفرنسى بالرد وقال ببلاغة: «إن مائة فى المائة من الاحتياطات الأمنية، لاتعنى أن المخاطر الإرهابية أصبحت صفرا».

** فى مارسيليا كان الجمهور الإنجليزى يمارس هوايته فى العنف والاشتباك مع الأمن، بينما عانى منتخب الأسود الثلاثة من صخب جماهيره ومعاركها، ولم ينم جيدا قبل مواجهته مع روسيا أمس وكانت تلك شكوى للاعبين. فيما أرسل المنتخب الروسى نداء إلى الرئيس فلاديمير بوتين لإنقاذه من ضوضاء الموسيقى التى تحيط بفندقه فى مارسيليا بجوار منطقة المشجعين التى تسع 80 ألفا.. وقد توقفت أمام مناشدة منتخب روسيا وهو فى فرنسا للرئيس بوتين لإنقاذه من صخب الموسيقى.. فهل وصل الأمر إلى هذه الدرجة؟!

** على الرغم من هذا كله احتفلت فرنسا بانطلاق بطولة الأمم الأوروبية بحفل صغير بعنوان: مرحبا بكم فى فرنسا. وبمشاركة ما يقرب من 600 شاب وفتاة قدموا عروضا شعبية فرنسية شهيرة مثل تلك التى قدمتها فرقة «الكان كان» بجانب مجموعات من الحرس الجمهورى. وكان أكبر وأهم احتفال هو حضور مائة ألف متفرج مباراة الافتتاح التى انتهت بفوز فرنسا على رومانيا 2/1، فهذا الحضور الجماهيرى الكبير كان مساندة للبلد ضد شبح الإرهاب الذى صدر الاكتئاب، وكان الفوز على رومانيا انتصارا على هذا الشبح.. فخرجت صحيفة الإيكيب بعنوانها الرئيسى الذى يقول: «باييت أنقذ العيد». وكان ديمترى باييت لاعب وستهام يونايتد الإنجليزى سجل هدف الفوز قبل دقيقتين من نهاية المباراة.

** أمس كان يوما من أطول أيام التاريخ فى كرة القدم.. المقرر كان طويلا جدا.. البداية كانت الساعة الثالثة بمباراة ألبانيا وسويسرا، ثم ويلز وسلوفاكيا، ثم إنجلترا وروسيا، ثم الزمالك والشرطة، ثم مراجعة سريعة لبطولة كوبا أمريكا المئوية ومعها تصفيات إفريقيا لمنتخبات الشباب لمن يرغب فى درجات زيادة.. والمشكلة أنى أخذت أبحث عن موعد لمشاهدة ونوس ومأمون وشركاه!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved