سد النهضة كما يراه المصريون

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الجمعة 11 يونيو 2021 - 8:35 م بتوقيت القاهرة

مساء الإثنين الماضى كتب المتحدث الرسمى باسم وزارة الموارد المائية والرى التصريح التالى على صفحته على الفيسبوك:
بالإشارة لما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى بخصوص مناسيب الفتحات بالسد الإثيوبى.. فإن وزارة الموارد المائية والرى تود توضيح الآتى:
ــ أقصى منسوب للمياه بالسد هو ٦٤٥ مترا، وأقصى منسوب للتخزين ٦٤٠ مترا، ومنسوب قاع النهر عند السد ٥٠٠ متر (أى إن ارتفاع السد الرئيسى ١٤٥ مترا وأقصى ارتفاع لتخزين المياه ١٤٠ مترا).
ــ توجد فتحات مختلفة لتوليد الكهرباء وإمرار المياه تقع على مناسيب مختلفة.
ــ توجد فتحتان لتصريف المياه تقع على منسوب (٥٤٢) مترا.
ــ يتضمن السد عدد (٢) فتحات مخارج للتوربينات المنخفضة (التوليد المبكر) تقع على منسوب (٥٤٢) مترا، ولكى تقوم بتوليد كهرباء فإن الأمر يتطلب أن يكون أقل منسوب للمياه المحجوزة أمام السد عند منسوب (٥٦٠) مترا والمناظر لإجمالى حجم التخزين حوالى ٤ مليارات.
ــ يتضمن السد عدد (١١) فتحة مخارج للتوربينات العليا تقع على منسوب (٥٧٨) مترا، ولكى تقوم التوربينات العليا بتوليد كهرباء فإن الأمر يتطلب أن يكون أقل منسوب للمياه المحجوزة أمام السد عند منسوب (٥٩٠) مترا والمناظر لإجمالى حجم التخزين حوالى ١٥ مليارا.
ــ وهذا يعنى أن فتحات تمرير المياه تقع على منسوب أقل من أقصى منسوب للسد بمقدار يتراوح بين (١٠٣) و (٦٧) مترا.
انتهى بيان المتحدث، ومن الواضح أنه جاء للرد على ما تم إثارته من بعض الخبراء والمهتمين بالموضوع بأن السد صار يهدد مصر فعليا.
الملاحظة أنه بعد حوالى ١٥ ساعة فقط من كتابة هذا الكلام على صفحة المتحدث، كان عدد المعلقين عليه ٢٣٢، وعدد من شاركوه أو «شيروه» ٢٨١ شخصا، إضافة إلى ٤١٦ إعجابا. لكن المهم أن غالبية المعلقين اتفقوا على معنى واحد وهو أنه لا تعنيهم التفاصيل الفنية كثيرا، لكنهم يريدون الاطمئنان على أنه لن يحدث ضرر لبلدهم فى هذه الأزمة التى صارت شغلهم الشاغل.
عدد من المعلقين أبدوا إعجابهم بما عرضه المتحدث، وقالوا إن هذه المعلومات الفنية الدقيقة تعنى أن «كل حجر فى السد تحت منظار ومنقار الصقور المصرية، وأننا فوق دماغهم فى السد».
رأى ثانٍ قال إنهم واثقون بأن مصر بذلت كل جهودها للتدليل على نواياها السلمية، ولكن بعد إصرار إثيوبيا على التعنت والمراوغة والتحدى، فلم يعد هناك سوى إزالة السد من الوجود، بعد أن صار خطرا على حياة المصريين. وأحد هؤلاء كتب يقول: السد مرفوض من أساسه ولازم ينضرب، ده تركيع لمصر وإذلال مائى للمصريين».
صوت آخر فى نفس الاتجاه قال: «كل اللى انت بتقوله ده هرى على الفاضى، احنا اللى نعرفه أن السد لازم يتهد فوق دماغ إثيوبيا، وشغل تسكين الناس ده مبقاش ياكل معانا»!!.
رأى ثالث انتقد كلام المتحدث قائلا: إذا كان هذا الكلام صحيحا، فلماذا كنا نريد زيادة فتحتين لتمرير المياه؟!
رأى رابع يقول: مشكلتنا ليست أصلا فى الملء نحن اليوم لا نشعر بالأزمة، لأن المياه تمر إلينا، لكن عندما يتم تعلية جسم السد عشرة أمتار إضافية، ستقل كمية المياه وإذا كان الإثيوبيون فشلوا فى هذا الأمر اليوم، فسوف ينجحون فيه غدا. نهاية القصة إما الموافقة على شروطنا العادلة أو التعامل معه عسكريا.
رأى خامس رأى أن كلام المتحدث يشرعن ما يفعله الإثيوبيون، وأن السد لن يضر مصر أو يؤثر عليها. وفى هذا الصدد كتب أحد المعلقين يقول: «المشكلة ليست فى الارتفاعات والعرض والعمق للسد ولا فى بنائه. وإذا تمت الأمور كما تريد إثيوبيا بدون اتفاق ملزم، فسوف تكون البداية لعمل سدود أخرى فى كل دول حوض النيل، والأخطر أن إثيوبيا تهدف للسيطرة على المنطقة وإخضاع مصر لإرادتها».
كثير من المعلقين اعتبروا أن كلام المتحدث يصب فى مصلحة الإثيوبيين، وهو رأى أراه خاطئا، لأن المتحدث أراد فقط أن يرد على بعض المعلومات والبيانات والاستنتاجات المتداولة والخاطئة، وأراد أيضا أن يطمئن المصريين بأن مصر تعلم كل التفاصيل الخاصة بالسد.
لكن المؤكد أن غالبية المصريين إن لم يكن جميعهم يشعرون بقلق عميق تجاه السد، ويرونه تهديدا وجوديا لحياتهم ومستقبلهم وبالتالى وجب بذل كل الجهود من أجل تأمين مياه النيل، حتى لو كان الثمن هو التحرك العسكرى لأن خطر التحدى الإثيوبى الراهن يفوق كل ما عداه من مخاطر محتملة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved