إخوان.. وإن بغوا

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 11 يوليه 2013 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

فى ظل حالة الاحتقان الحاد التى أصابت المجتمع المصرى كله لا يجب أن ينسى أحد حقيقة أن الإخوان المسلمين هم فى النهاية إخوان لنا وإن بغوا علينا وعلى الوطن مغترين مرة باسطورة قدرتهم على الحشد والاعتصام ومرات بقدرتهم على إدارة المعارك الانتخابية والفوز بها.

 

رغم كل أخطاء وخطايا جماعة الإخوان المسلمين خلال السنوات الثلاثين شهرا الماضية منذ بداية ثورة 25 يناير، لا يجب أن نغفل حقيقة أن هذه الجماعة موجودة وستظل موجودة بيننا لسنوات عديدة قادمة حتى بعد الإطاحة بها من السلطة فى الانتفاضة الشعبية التى تفجرت يوم 30 يونيو الماضى.

 

وأمام هذه الحقيقة يصبح البحث عن سبل للتعايش مع أعضاء هذه الجماعة واحتوائهم باعتبارهم إخوانا لنا قبل كل شىء هو الواجب الأهم انسانيا وسياسيا حتى لا يتم تفخيخ مستقبل هذا الوطن بتحويل بعض من أبنائه إلى فئة منبوذة معزولة قد لا تجد ساعتها إلا تفجير نفسها فى هذا المجتمع كله فينهار المعبد على رأس الجميع.

 

فالصراع السياسى الدائر الآن بين ميدانى رابعة العدوية والتحرير لن يستمر طويلا، ولكن حملات الكراهية وتشويه الصورة المتبادلة بين الجانبين ستؤدى إلى عواقب وخيمة على البلاد كلها. فلا يمكن التسامح مع أى رسالة إعلامية أو سياسية تجعل من جماعة الإخوان المسلمين وربما معها التيار الإسلامى كله باعتبارهم مجموعة من الأشرار الذين يجب تعقبهم والإساءة لهم طوال الوقت.

 

ولكى يدرك الجميع حجم الكارثة التى نتجه إليها أقول إن أحد أصدقائى من الملتحين يشكو من فقدانه الشعور بالأمان بسبب لحيته وأنه يرى نظرات العداء فى عيون الكثيرين رغم أنه لا ينتمى سياسيا إلى التيار الإسلامى بل وإنه كان من معارضى حكم الإخوان المسلمين. مثل هذا الشعور لدى مواطن مصرى صالح يريد الالتزام بما يؤمن به من قواعد الإسلام هو عار علينا جميعا إن تجاهلناه أو شاركنا فى تعميقه من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب تيار الإسلام السياسى.

 

الإخوان المسلمون ارتكبوا فى حق الوطن خطايا عديدة بدءا من نقض تعهدهم بعدم خوض انتخابات الرئاسة عام 2012 وانتهاء برفضهم الاعتراف بسحب الشعب لتفويضه من الرئيس المعزول محمد مرسى وإصرارهم على الوقوف فى وجه هذا التيار الشعبى الجارف رغم ما لذلك الخيار من ثمن باهظ يدفعه الوطن من دماء أبنائه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.

 

ولكن هذا لا يعنى ابدا القبول بحملة الملاحقات الأمنية والقضائية لمئات الإخوان باتهامات ومبررات لا يقبلها عقل. فكيف يتم ضبط وإحضار إخوان بتهمةالتحريض على العنف فى حادث «حرق مقر الإخوان» فيتحول المجنى عليهم إلى جناة؟. وكيف يتم ضبط وإحضار إخوان بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين فى أحداث جامعة القاهرة رغم أن القتلى كانوا من الإخوان أيضا لنجد أنفسنا مرة أخرى أمام مجنى عليهم وقد تحولوا إلى جناة أو على أفضل تقدير إلى متهمين؟

 

إن أى وطنى مخلص يجب أن يرفض محاولات شيطنة هذه الجماعة رغم كل أخطائها، وأن يرفض بكل قوة عودة الممارسات القمعية ضد أفرادها تحت مظلة القانون الذين نرى جميعا كيف يتم استغلاله لتحقيق مآرب صاحب السلطة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved