الرسائل السبع فى ليلة السلام

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: السبت 11 يوليه 2015 - 11:35 ص بتوقيت القاهرة

نحن فى العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر.. وهى التى لو قامها المسلم طوال عمره لوصل عمره إلى 5 آلاف عام ببركة هذه الليلة.. وأبرز ما فى هذه الليلة هو السلام والطمأنينة والسكينة «سلام هى حتى مطلع الفجر». «فترى هل سنجعل هذه الأيام أيام سلام حقيقى لمصر وأمان حقيقى لها.. أم أننا سنضيع بركة هذه الأيام».

وقد كتبت بمناسبة هذه الأيام المباركة هذه الرسائل لمن يعنيهم الأمر وهى كالتالى:ــ
1ــ الشباب: قلوبكم غضة طرية فلا تجعلوا الكراهية تقترب منها.. املأوها بالحب للجميع حتى المختلفين معكم دينيا أو فكريا أو مذهبيا.. فالحب أغلى سلعة فى الوجود فاطلبوها وابذلوها دائما.
وأعظم الحب الذى تنبثق منه كل المحاب المشروعة هى محبة المحبوب الأعظم وهو الله سبحانه.

واعلموا أن الله فرض عليكم التفكير ولم يفرض عليكم التكفير.

أوصيكم أن تبتعدوا الاستقطابات الحادة «سواء مع أو ضد» «وأن تنصرفوا عن المواقف التى تجافى الرحمة والرفق» «سواء مع أو ضد».. فالوطن لا يحتاج لشعارات فارغة «مع هؤلاء أو ضد هؤلاء».. ولكن يحتاج منكم إلى العمل الصالح والقدوة الطيبة والإيمان العميق والأيدى النظيفة.

2ــ رسالة إلى الملحدين: جربوا كل الخلق ولن تجدوا أرحم بكم من الخالق سبحانه.. وحتى الرحمة التى لدى أمهاتكم هى من فيض رحمته سبحانه.
عاملوا كل الناس فلن تجدوا أحدا أرأف وأوفى بعباده من الله سبحانه.. تجحدونه ويرزقكم ويعطيكم ويمدكم بكل أسباب الحياة والرفاهية وهو قادر عليكم ولا تعجزونه.
فالإلحاد يا إخوتى هو علة نفسية وليست فى الحقيقة شبهة دينية.. فالله سبحانه تعالى أجل وأعظم وأكرم وأسمى من أن ينكره مخلوق.

3ــ إلى جماعة الإخوان: أنقذوا ما يمكن إنقاذه من الوطن ومن أبنائكم ومن أبناء حلفائكم قبل أن تخسروا كل شىء.. لقد جربتم عامين كاملين من الخسائر المتواصلة التى لم تحصلوا فيها مكسبا واحدا.. ضاع منكم الحزب والجماعة والحرية والأموال وكان يمكن حفظ ذلك كله بكلمة واحدة من الدكتور مرسى ومنكم وهى «نقبل الانتخابات الرئاسية المبكرة».. كانت ستضيع الرئاسة ورئاسة الوزراء فقط.. واليوم يمكنكم استرداد الكثير بكلمات قليلة تفيدكم أكثر مما تفيد خصومكم.
لقد أسرتم أنفسكم بحبل الشرعية والآن دعوا الشرعية التى أضرتكم وكونوا مع الشريعة، لعلها تحرركم من قيد الشرعية والتنافس على السلطة.. فالشريعة أسمى وأبقى وأغلى من الشرعية.. ولعلها تفك قيودكم.
ابدأوا الرحلة الشاقة نحو السلام والصلح والعفو، وستنالون من بركاتها وخيرها مالا تتصورونه حتى وإن هضمتم وبخستم حقكم، فمن يبخس حقه فى الصلح مع أبناء وطنه أفضل من أن ينتصر عليهم فى الحرب والصراع.
والصلح والسلام أفضل لكم وللوطن فى كل الحالات، حتى إن أراد البعض غشكم فلن يضركم شيئا إذا صدق سعيكم لحقن الدماء.
فقد قال قائد الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية، وهم يسلمون أنفسهم وأسلحتهم للأمن للشيخ كرم زهدى: «هل معك ضمانات ألا يغدروا بنا بعد تسليم أنفسنا والأسلحة»؟ فقال: لا.. ولكن أوقن بقوله تعالى «وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَ حَسْبَكَ اللَهُ». فعوملوا أفضل ما كانوا يتخيلون ووفى الجميع معهم.

4ــ الأزهر: مسئولية الأزهر الأساسية مواجهه دعوات الجحود والإباحية والتحلل من الشريعة ودعوات التكفير والتفجير ودعوات الجمود وغياب المقاصدية ودعوات التشيع ودعوات الصدام مع الدولة والمجتمع ومن أهم مسئولياته نشر دعوات السلام والحب والعدل والمساواة ومواجه الظلم حتى لو كان من ذوى السلطان والجاه.

5ــ حزب النور: أفضل ما لديكم أنك حفظتم أبناءكم وتلاميذكم من مهالك محققة وحقنتم دماء كثيرة.. وأحسن ما عندكم إصراركم على رفض فكرتى التكفير والتفجير.
والآن تتعرضون لحملة شرسة من كل التيارات الإسلامية والمدنية استمرت لعامين، تسمعون وتقرأون فيها السباب والشتائم صباح مساء.. ولم تردوا على الإساءة بمثلها فكونوا محسنين دائما وإياكم والسفه والتسفل ومقابلة الشتائم بمثلها.. وأكثر الأحزاب المدنية تدارى فشلها بشتم حزب النور صباح مساء.. وبعضها لا يستطيع إقامة ندوة ناجحة فيها نصف ألف من شبابه.

6ــ رسالة إلى الحكومة: كثرة الإعدامات والإحالات للمفتى من الإخوان لن تحل المشكلة معهم وقد تزيدها تعقيدا.. ومعاملة الإخوان معاملة قريبة من أجناد مصر أو دواعش سيناء خطأ استرتيجى كبير.. فالإخوان يمكن التحاور معهم والتصالح معهم أما التكفيريون من دواعش سيناء وأجناد مصر فلا فائدة فيهما ولا خير يرجى منهم وخاصة وهم يكفرون الجميع ويفجرونهم. ويمكن للدولة أن تستخدم آليات كثيرة للتصالح مع فصيل أو أكثر من قادة الإخوان إن لم تستطع التصالح معهم جميعا.

7ــ الأحزاب السياسية المصرية: معظمها فشلت فشلا ذريعا فى إعطاء النماذج الديمقراطية الحقيقية داخل أحزابها وخارجها.. وهى لم تغير واقعها ولا الواقع المصرى إلى الأفضل والأحسن.. ولم تنزل حتى اليوم إلى الشارع أو تعيش مع الإنسان البسيط فى مشكلاته الحياتية الحقيقية.. وهى فى المجمل تدور حول مصالحها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved