قبل أو بعد هى كارثة..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 11 يوليه 2019 - 8:40 م بتوقيت القاهرة

** قال بيان شركة المياه الغازية الذى نشر على صفحتها الرسمية أن إعلان الاعتذار محرف، ومسرب، وأنه كانت هناك رسالة إيجابية فى النسخة الأصلية وهى أن «الكورة لسه فى ملعبنا» فى حالة الأداء غير الموفق، فى الأدوار الأولى فقط وعندما تحقق الفوز لمنتخبنا والصعود كأول مجموعة تقرر عدم نشر النسخة الرسمية».
** هذا بعض ما جاء فى البيان وهو ما يهمنى بالدرجة الأولى، إذن كان هناك إعلان فعلا، وشارك به ستة لاعبين من المنتخب، قبل أو بعد الخروج هو أمر لا يهمنى، لأن التهريج والفوضى ليس فيهما قبل أو بعد، والتهريج والفوضى، أن يباع أى شىء وكل شىء، ويصبح مادة إعلانية، حتى لو كان بمشاعر إيجابية، أو تحفيزية، فلا يجوز أبدا أن إطلاق العنان لحمى الإعلانات فى صناعة لها علاقة بمشاعر وطنية وتمثل فيها انتصارات المنتخبات كبرياء الأمم، وهو ليس كلامى ولكنه كلام علماء اجتماع بجد، قاموا على مدى سنوات بتحليل ظاهرة كرة القدم. ثم أن كلامى أيضا أسنده إلى شواهد وحقائق تابعتها على مدى أكثر من 40 سنة، وكيف خرجت شعوب اليابان وكوريا وألمانيا وفرنسا وأمريكا وإسبانيا، كل الشعوب، تحتفل بانتصارات فرقها ومنتخباتها، مما يؤكد أن شعوب العالم لا تخرج إلى الشوارع بالملايين سوى لتأييد أو رفض واقع سياسى أو لتحتفل بانتصارات كروية.. ومن يجد سببا ثالثا لخروج شعوب العالم بالملايين فى الشوارع برجاء عليه أن يخبرنا!.
** إنها كارثة رياضية، ودليل فوضى إدارية مذهلة سواء أنتج هذا الإعلان، قبل أو بعد الخروج. كارثة هذا الإقحام لأعمال تجارية بتلك الصورة، حتى أننا وجدنا شركات الإعلان قد مارست ذلك قبل مونديال روسيا وقبل الأمم الإفريقية، فى استغلال ساذج وفج ومفتعل لنجومية لاعبى الكرة، بينما نفس الشركة أنتجت إعلانات لطيفة فيها فكرة كما فعلت مع ميسى وصلاح وغيرهما، وبدون أن تلعب على أوتار الفوز وبدون أن تعزف لحن البطولة وتراهن عليهما..!
** هذه هى كرة القدم التى لم يفهمها المسئول عن التسويق والدعاية فى شركة المياه الغازية الكبيرة جدا.. وهو فى ذلك شأن مجموعات من راكبى الموجة، وهم مثل هؤلاء الذين يمارسون رياضة «راكبى الأمواج».. تراهم ينتظرون موجة عالية كى يلعبون ويمرحون ويسافرون إلى أقصى المحيطات لممارسة رياضتهم. لكن الذين ركبوا موجة خروج المنتخب، خلطوا الأوراق، أقحموا كل شىء فى كل شىء. وقام بعض المسطحين، باعتبار قضية وردة سببا للخروج، وقالوا إنه منتخب المحترشين بعدما كان منتخب الساجدين، ولكنه لا هذا ولا ذاك، هو منتخب يلعب كرة القدم، وخرج أولا من البطولة لأنه يعانى فنيا فى كل شىء من اللياقة والقوة البدنية إلى المهارات الجماعية والخططية والتكيتيكية، وغلف هذا الأداء السلبى بفوضى إدارية وعدم انضباط وعدم سيطرة.. وسوف يظل لى الملعب شاهدا، دون الإشارة إلى ما يثار من قضايا فساد واتهامات بشأن المدرب وبعض مساعديه أو بوكيل لاعبين.. فهذا موضوع يخص جهات التحقيق ووزارة الشباب والرياضة التى تمثل الدولة.
** للأسف صرح إيهاب لهيطة مدير المنتخب بأنه لم يحدث أبدا تصوير إعلان أثناء المعسكر.. وهذا لا يكفى يا إيهاب.. السيطرة والانضباط والالتزام مواضيع لا تفرض بطريقة المدارس، ولكنها بالشخصية الإدارية الكاملة بما فيها دورك ودور الجهاز الفنى ودور الاتحاد. تفرض أثناء المعسكرات، وبعد المعسكرات، وقبل المباريات وبعدها، وقبل الاختيارات وبعدها.. فالفوضى لها جذور فى المنتخب، فالظاهرة وقعت فى روسيا وتذكرها الجميع الآن.. بينما الحساب كان يجب أن يكون صارما منذ العودة من المونديال بخفى حنين، وليتهما كانا خفى حنين!.
** خروج المنتخب والفوضى التى أحاطت به من سنين، مجرد أسباب ضمن أسباب أخرى تتعلق بصناعة كرة القدم والانتخابات والمسابقات.. والإعلام. وأثار الزميل عماد حسين قضية الإعلام الرياضى، ودوره.. وهى قضية مهمة جدا تستحق التعليق والنقاش. كما يستحق منا جميعا التوقف وعرض الحلول العلمية والحقيقية لأزمة صناعة كرة القدم فى مصر فهى ليست أزمة منتخب..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved