حصار تليفزيون الدولة وتخويف القنوات الخاصة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: السبت 11 أغسطس 2012 - 9:30 ص بتوقيت القاهرة

قصر النظر.. ربما، سوء التقدير.. ربما، عمى سياسى.. ربما، عقل غائب.. ربما، عنجهية وفرد عضلات.. ربما، لكن الشىء المهم والذى أشم رائحته أن محاولات كبت حرية الإعلام، وتكميم الأفواه والتعامل مع المحطات التليفزيونية بالحديد والعصى والكرباج والذى فى الأفق واضحا وجليا أخطر بكثير من تلك التفسيرات، فهو تخويف أو ترهيب، ومن لم يكن يسير على الخطى والنهج المطلوب، ستتم إدانته بتأويلات قانونية خاصة، ومن لم يرجع بذلك سنرجعه بالضرب والبلطجة وحملات التشهير.

 

إننى لم أكن متحاملا، ولكن الصورة على أرض الواقع تؤكد ذلك، وتكشف عن نوايا خبيثة لوضع المحطات التليفزيونية وإعلامييها فى عنق زجاجة.. إما أن تسيروا فى ركاب محدد وإما الويل لكم.

 

نعرف جميعا أن هناك فضائيات تخرج على أى سياق وميثاق وشرف إعلامى، ولكن بعض هذه الفضائيات الخارجة على الشرعية الإعلامية تنتمى لهذا التيار الذى يقود حملة الترهيب والتخويف، بل وهذه القنوات هى الأكثر انحرافا وخطورة لأنها تتعامل مع العواطف أكثر من العقول، وهؤلاء يحتاجون لتقويم مبنى على شرعية وميثاق شرف يلتزم به الجميع وليس بالإرهاب الفكرى والمعنوى والجسدى.  إن الصورة بحق غامضة، والحقائق تائهة، والأهداف مستترة، ولا أعرف إلى أى طريق سيلقون بمن لهم تأثير على توجهات الرأى العام، وبالتحديد الفضائيات الخاصة، لأن تليفزيون الدولة دخل بالفعل منطقة الحصار.

 

كم حلمت بإعلام فضائى حر ونزيه يحكمه ميثاق شرف أخلاقى ومهنى فيما يبثه من أخبار وتقارير وتحقيقات تليفزيونية.. كم حلمت بشاشة نفتخر بها ونثق فيها.. وبما أن الحلم والحالم مازال فى الغفوة، فكم أتمنى ألا ينقلب إلى كابوس. 

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved