أفغانستان أخرى

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: السبت 11 سبتمبر 2021 - 8:30 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب رينيه وادلو، يقول فيه إن دولة أفغانستان تواجه انقسامات عرقية وقبلية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب اعتبارات القوة للحكومات الأجنبية. ذاكرا أنه ربما كان ستكون لأفغانستان صورة أخرى إذا تغيرت طريقة استجابة الدول الأجنبية لسيطرة طالبان على الحكم.. نعرض منه ما يلى.
منذ 15 أغسطس 2021 وبدء سيطرة القوات المسلحة لطالبان على كابول، كان هناك قدر كبير من التعليقات حول ما إذا كانت أساليب عمل الولايات المتحدة والناتو مناسبة أو كافية للتحديات التى يواجهونها. بينما كان التحدى الذى واجهه الشعب الأفغانى واضحًا منذ البداية حتى لو لم توضحه حكومة الولايات المتحدة كسبب لتدخلها. فلقد واجه هذا التحدى جميع الحكومات المركزية فى أفغانستان؛ تمثل التحدى فى الصراع بين الحكومة المركزية والجماعات القبلية المستقلة. إنه موضوع دائم فى الحياة السياسية الأفغانية، وكل حكومة أفغانية حاولت تركيز السلطة واجهت هذه المشكلة.
بعبارة أخرى، إن بنية القيم والممارسات الاجتماعية تتخللها المواقف والولاءات القبلية حتى فى المناطق الحضرية. وهناك تناقضات بين القبائل من خلفيات عرقية ولغوية مختلفة. مثلا العداء الرئيسى بين البشتون والمجموعات العرقية غير البشتونية. لذلك استاء غير البشتون وقاوموا هيمنة البشتون.
هذا الإطار الوطنى المعقد جاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بسبب اعتبارات القوة للحكومات الأجنبية: الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان والهند وإيران والصين. لعبت بعض وكالات الاستخبارات مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالات الاستخبارات العسكرية الباكستانية (ISI) أدوارًا مستقلة إلى حد ما فى دعم فصائل معينة بالمال والسلاح. ثم أضافت الثورة الإيرانية عام 1979 والدور المتزايد للمملكة العربية السعودية ودول الخليج المزيد من الدول الأجنبية إلى المشهد السياسى. وشهد التدخل السوفيتى عام 1980 صعود جماعات المقاومة الإسلامية الأصولية التى شكل بعضها قاعدة طالبان الحالية.
إلا أنه رغم مرور عشرين عامًا على وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى والعمل الجاد للعديد من المنظمات غير الحكومية وكذلك وكالات الأمم المتحدة لم يتغير التكوين السياسى والاجتماعى الأساسى للبلاد. صورة مطار كابول مع أولئك الذين يغادرون، والذين يريدون المغادرة، والذين تركوا وراءهم لا تزال صورة الفشل. ومن المحتمل أن تظل صورة مطار كابول فى أذهان الناس، تماما كما يلخص إخلاء السفارة الأمريكية فى فيتنام سنوات طويلة من التدخل الأمريكى هناك.
ربما كان سيكون هناك صورة أخرى مختلفة لأفغانستان. كان بإمكان الحكومة التركية مثلا، بدلا من إرسال 600 جندى للمساعدة فى حراسة المطار أثناء الإخلاء النهائى، أن ترسل 600 من الدراويش المولوية الصوفية بموسيقاها الكلاسيكية التركية لإظهار لطالبان أن الموسيقى ليست معادية للإسلام.
فلطالما كانت أفغانستان والمنطقة الحدودية مع باكستان مركزًا للتفكير الصوفى حول طرق الوصول إلى الذات العليا. وربما لم يكن ليتلاشى عدد كبير من الأشخاص الذين طوروا وعيًا ذاتيًا صوفيا أمام زحف مسلحى طالبان كما فعل الجيش الأفغانى الذى دربته الولايات المتحدة.
ختاما، بالنسبة لأولئك الناشطين والناشطات فى بناء السلام، يتطلب الوضع الأفغانى تقييمًا واستعدادًا للنظر فى مقاربات جديدة. يمكننا أن نقول الآن إن القوات العسكرية لم يتم تدريبها أو تكوينها اجتماعيًا لتحقيق مجتمعات ديمقراطية ليبرالية. ومع ذلك، قد يتعين على نشطاء السلام أن يكونوا أكثر وضوحا بشأن تدابير بناء السلام التى كان من الممكن أن تحدث فرقا حقيقيا فى مجتمعات معقدة ومنقسمة مثل أفغانستان. ونتمنى ألا تكون نهاية أفغانستان أمام هذه التحديات والانقسامات.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى: هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved