حدائق الأهرام تحلم بزيارة الرئيس

طلعت إسماعيل
طلعت إسماعيل

آخر تحديث: الإثنين 11 أكتوبر 2021 - 9:20 م بتوقيت القاهرة

يشعر سكان حدائق هضبة الأهرام، المتاخمة للمتحف المصرى الكبير، والمدخل الجديد لزائرى منطقة هضبة الأهرام الأثرية، بظلم شديد، وهم يرون مدينتهم مترامية الأطراف، والتى يسكنها أكثر من نصف مليون مواطن على الأقل، وقد ضربها الإهمال من كل جانب حتى باتت بقايا حلم بمكان يأوى إليه من أنفقوا ملايين الجنيهات بحثا عن مسكن يليق بكفاح ابناء الطبقة الوسطى مع الحياة.
الظلم ليس وحده ما يشعر به سكان حدائق الأهرام، بعد أن دب اليأس فى نفوسهم وهم يرون عمليات التطوير الواسعة التى تجرى على قدم وساق بالمنطقة مع قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير، وقد منوا النفس بأن يطالهم «من الحب جانب»، لكن شوارعهم المتهالكة، وغياب الأمن، ومشاكل الصرف الصحى المتفاقمة، وتكرار انقطاع المياه، والفوضى التى خلفتها أسراب التكاتك التى تسللت فى غفلة إلى المنطقة، تجعلهم يفقدون أى أمل فى التغيير.
سنوات عديدة، تلقى فيها سكان حدائق الأهرام الوعود من حى الهرم تارة، ومن القائمين على جمعية تعمير هضبة الأهرام التى تشرف عليها هيئة تعاونيات البناء التابعة لوزارة الإسكان تارة ثانية، ومن أعضاء فى مجلس النواب تارة ثالثة، غير أن تلك الوعود بحل عشرات المشكلات التى حولت حياة السكان إلى جحيم لا تزال نقشا على الماء لا أثر له على أرض صلبة.
قبل ستة أشهر وعد محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، بحل مشاكل حدائق الأهرام فى مدة شهر، متوعدا خمسة آلاف محل تجارى أقيمت على أنقاض فيلات وتعمل دون أى تراخيص بالإغلاق، ومع وعد مغلظ بتكثيف الحملات على الفوضى المرورية التى تتسبب فيها التكاتك التى يقود غالبيتها حفنة من الصبية والبطلجية ومحترفى الجريمة، غير أن الأيام مرت من دون أن ترى الحدائق ضوء فى آخر النفق.
وللإنصاف فإنه وعقب كل حلقة فى برنامج تلفزيونى تتناول أنين سكان حدائق الأهرام وصراخهم، تسارع الجهات المسئولة بإرسال بضع سيارات تابعة لحى الهرم لإغلاق مجموعة من الكافيهات والكافتيرات المقامة أسفل شبكة الضغط العالى التى تخترق المدينة، فيما يتولى الناضورجية إبلاغ باقى المحال التى تفتح أبوابها أسفل العمارات لتتوارى عن عيون الحملة مؤقتا.
ومع تكرار لعبة القط والفأر التى يمارسها الحى مع المخالفين من وقت لآخر، وفقدان الأمل فى الإصلاح على يد صغار المسئولين، لم يعد لسكان حدائق الأهرام سوى الحلم بزيارة السيد رئيس الجمهورية لمدينتهم وللوقوف على ما يدور على أرض منطقة تضم ما يفوق 5 آلاف عقار بها أكثر من 100 ألف وحدة سكنية مقامة على أفضل الطرز المعمارية، وأنفق أصحابها عليها ما يقارب الـ 200 مليار جنيه بالقيمة السوقية، لم تتحمل الدولة منها مليما واحدا.
دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة حدائق الأهرام المنتشرة على العديد من الصفحات التى أنشأها سكان المدينة على مواقع السوشيال ميديا والتى يرتادها مئات الألوف يوميا، جاءت فى ظل حديث يتردد عن زيارة مرتقبة للرئيس للمنطقة من أجل البدء فى تسليم وحدات حدائق أكتوبر التى سيتم نقل سكان نزلة السمان إليها، والتى لا يفصل بينها وبين حدائق الأهرام سوى طريق الواحات.
لا حديث لسكان حدائق الأهرام حاليا سوى عن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى لحدائق أكتوبر، وهم ينامون ويصحون بحلم واحد وقد فاجأهم رئيس الجمهورية بجولة غير معلنة فى مدينتهم تعيد الأوضاع إلى نصابها الصحيح، بعد أن دبت فى نفوسهم الغيرة من عمليات التطوير التى تقوم بها الدولة لكل المناطق المجاورة لهم من دون أن يكون لهم نصيبب فيها.. فهل يتحول الحلم إلى حقيقة؟ هذا ما يتمناه سكان حدائق الأهرام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved