عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية ــ الأمريكية: نافذة فرص مع ترامب

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الجمعة 11 نوفمبر 2016 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

سيكون للرئيس المنتخب ترامب تأثير دراماتيكى على وجهة تحرك الولايات المتحدة. وسيشمل هذا التأثير المنظومة الدولية من جميع النواحى. لكن من الطبيعى يحاول المعنيّون فى إسرائيل فهم تأثير ترامب على الأمن القومى الإسرائيلى.

بخلاف الإدارات السابقة التى كانت لديها أجندات واضحة قبل انتخابها، إسرائيل أمام إدارة غير متبلورة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. وستكون لطريقة تصرف إسرائيل أهمية فى تحديد سياسة إدارة ترامب. للولايات المتحدة وإسرائيل قاعدة متينة من القيم والمصالح المشتركة. وليس هناك لإسرائيل بديل عن الولايات المتحدة بوصفها الدولة الأكثر أهمية التى تدعم إسرائيل، فلا روسيا ولا الصين تدعمان أمن إسرائيل بمليارات الدولارات، ولا هما من يقدم منظومات جديدة من السلاح من أجل تعزيز قوة الجيش الإسرائيلى، ولا هما من يمنع من خلال الفيتو صدور القرارات المعادية لإسرائيل فى مجلس الأمن.


وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية لم تشكل عنصرا مهما فى الانتخابات، فقد التزم ترامب بمواقف مؤيدة لإسرائيل على الرغم من تصريحاته الإشكالية. ثمة فرصة أمام إسرائيل لفتح صفحة جديدة والتأثير فى السياسات، ولأن تكون جزءا لا يتجزأ منها. وعندما سيُدعى رئيس الحكومة إلى البيت الأبيض، يجب أن يصل مع الرئيس [الأمريكى] إلى تفاهمات تتعلق بست نقاط مهمة ستشكل أساسا لعودة العلاقات الخاصة وتعزيز التحالف الاستراتيجى بين الدولتين. النقطة الأولى؛ يجب استعادة الثقة المفقودة خلال عهد أوباما: ويجب أن يوضح كل منهما للآخر المصالح العليا والخطوط الحمراء. ومن المهم أن يتفقا على ألا يفاجئ أحدهما الآخر. إن استعادة العلاقة بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس الحكومة أمر مهم للغاية.


ثانيا؛ لقد انتهجت الولايات المتحدة سياسة خارجية أضرت بعلاقاتها مع حلفائها فى المنطقة. ليست إسرائيل وحدها ــ بل مصر أيضا والسعودية وتركيا ــ ترغب فى رؤية سياسة مختلفة. إن علاقات إسرائيل الجيدة مع مصر والأردن، وتطابق المصالح مع السعودية واستئناف العلاقات مع تركيا، يمكن أن تشكل قاعدة لحلف قوى يستطيع مواجهة التحديات بطريقة أفضل بكثير.

النقطة الثالثة تتعلق بالأزمة فى سوريا؛ إن نصف مليون قتيل، ومليونى جريح وعشرة ملايين لاجئ يشكلون وصمة عار أخلاقية فى جبين العالم الغربى. ويجب أن نتفحص كيف يمكن للولايات المتحدة وحلفائها وضع استراتيجية مختلفة فى مواجهة الروس والإيرانيين الداعمين لنظام الأسد المجرم.


النقطة الرابعة هى إيران التى تشكل التهديد الأكثر أهمية على إسرائيل على المدى البعيد. إن الاتفاق النووى هو حقيقة منتهية ومخاطره فى المدى القريب أقل بالمقارنة مع البدائل الأخرى. ويمكن التكهّن بأن إدارة ترامب لن تلغيه. على الرغم من ذلك، فالاتفاق إشكالى فى المدى البعيد حين يحصل الإيرانيون على الشرعية لبرنامج نووى واسع ومتطور ويصبحون قريبين جدا من القنبلة. يجب أن نتفق مع الأمريكيين على مبدأ أن نظاما يدعو إلى القضاء على إسرائيل لا يمكن أن يحصل على الشرعية لبرنامج نووى واسع كما يمنح ذلك الاتفاق إيران بعد مرور عشر سنوات. ويجب العودة إلى التنسيق الاستخباراتى الكامل من أجل كشف الخروق الإيرانية والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يمنح إسرائيل القدرات العسكرية كى تتحرك ــ عندما تُستنفد جميع البدائل الأخرى.

نقطة خامسة؛ عملية السلام. إن تغير الرئيس هو فرصة لفحص نماذج جديدة لتسويات بالتنسيق مع العالم العربى، وأفكار جديدة تحافظ على فكرة الدولتين كفكرة محتملة لكنها تعترف باستحالة التوصل إلى اتفاق دائم حاليا. إن تجديد التفاهمات والتى وردت فى رسالة بوش سنة 2004 [التى وجهها إلى أرئيل شارون والتى أعلن فيها تأييده فكرة الانسحاب من غزة وذكّر بخطته التى قدمها فى يونيو 2002 التى طرح فيها حل الدولتين]، والتى تجاهلها كل من نتنياهو وأوباما، هو خطوة أولى. لا يمكن للبناء فى الأحياء اليهودية فى القدس أن يكون مساويا فى أهميته للبناء فى مناطق لن تكون جزءا من إسرائيل. إن التوصل إلى اتفاق كهذا سيخفض بصورة كبيرة من التوتر حيال موضوع المستوطنات الذى أدى إلى تسميم العلاقات.

ومن الأجدى أن يحظى أمن إسرائيل كمدماك أساسى فى العلاقات، بالمزيد من الدعم والقوة: المعونات المتعددة السنوات، المحافظة على التفوق النسبى فى منظومات السلاح، دعم مشاريع الدفاع الصاروخى، والاتفاقات بشأن القدرات الاستراتيجية المنسوبة لإسرائيل [المقصود السلاح النووى الذى تمتلكه إسرائيل]. جميع هذه الأمور ستعزز العلاقات الخاصة بين الدولتين وستشكل أساسا لانعطافة سياسية جذرية.

عاموس يادلين
يديعوت أحرنوت

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved