على الرغم من تأييد نتنياهو لترامب بايدن صديق دائم لإسرائيل

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأربعاء 11 نوفمبر 2020 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

هناك من يقلقه تغير الرؤساء فى الولايات المتحدة. وكما هو معروف، الولايات المتحدة هى الحليف رقم واحد لإسرائيل، ومساهمتها فى تحصين إسرائيل وأمنها أساسية.
منذ إقامتها كان التأييد الأمريكى لدولة إسرائيل من الحزبين الكبيرين. رؤساء جمهوريون مثل رؤساء ديمقراطيين دعمونا سياسيا وأمنيا من دون أى تحفظ. للأسف سلوك رئيس الحكومة فى الساحة الأمريكية فى السنوات الأخيرة خلق الانطباع أن إسرائيل تفضل أحد الحزبين على الآخر. نتنياهو، ولأسباب اعتبرها محقة، تحدى أكثر من مرة كبار مسئولى الحزب الديمقراطى، وعلى رأسهم الرئيس أوباما، الذى كان أيضا من الأكثر صداقة لإسرائيل، مع أن مواقفه لم تتلاءم دائما مع مواقف حكومة إسرائيل. أوباما هو الذى فتح أمامنا الاستخبارات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية كما لم يفعل أحد من الذين سبقوه، وساعد فى تمويل وتطوير منظومات الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ، مثل القبة الحديدية ومقلاع داود وحيتس.
على خلفية سياسة نتنياهو فى مواجهة الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، يوجد لدى كثيرين تخوف من برودة من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة. لكن تجربة الماضى تثبت أن الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أى نزوة رئيس ورئيس حكومة. صحيح أن الإدارة الأمريكية لا تميل إلى نسيان الذين يعترضون عليها، لكن يبدو لى أن هناك أسبابا غير قليلة تمنع سياسة معادية ضدنا من الساكن الجديد فى البيت الأبيض: أولا، جو بايدن كان على الدوام صديقا لإسرائيل. وخلال عشرات السنوات من عضويته فى مجلس الشيوخ وقف دائما إلى جانب إسرائيل. تنبع صداقة بايدن من إيمانه بالقيم المشتركة للديمقراطية والسلام والمساواة. بايدن كان نائبا لأوباما، وكنائب للرئيس أظهر أكثر من مرة خلال ولايته التزامه بأمن إسرائيل.
الوضع السياسى فى إسرائيل أيضا له أهمية إزاء الإدارة الجديدة. حقيقة وجود حكومة إسرائيلية ذات رأسين مؤلفة من كتلة الليكود برئاسة نتنياهو الذى أعلن تأييده لترامب، ومن كتلة أبيض أزرق القريبة فى مواقفها من الحزب الديمقراطى يمكن أن تؤثر فى العلاقات مع الإدارة الجديدة. وفى الواقع، إن جزءا من كبار مسئولى كتلة أبيض أزرق تعاون تعاونا وثيقا مع الإدارة الديمقراطية، ومع بايدن نفسه، وهو يعرفهم جيدا. يعرفه جيدا عمير بيرتس عندما كان وزيرا للدفاع وكان بايدن من كبار مسئولى لجنة الخارجية فى مجلس الشيوخ التى وافقت على تخصيص موارد أمريكية كبيرة لتسليح الجيش الإسرائيلى فى أيام حرب لبنان الثانية يوليو 2006؛ كذلك غابى أشكنازى كمدير لوزارة الدفاع فى تلك الفترة، وبعدها كرئيس للأركان فى الفترة التى كان فيها بايدن نائبا للرئيس أوباما؛ كما يعرفه بنى غانتس عندما عمل ملحقا للجيش الإسرائيلى فى الولايات المتحدة وركز الاتصالات الأمنية مع القيادة الأمريكية. لا شك فى أن لهذا الثلاثى شبكة علاقات جيدة مع كبار الديمقراطيين الجدد ــ القدامى. هذه العلاقات الشخصية ستساعد كثيرا إسرائيل فى التغلب على عدائية محتملة لنتنياهو.
مع ذلك، مقاربة الديمقراطيين لحل النزاع فى منطقتنا تختلف عن وجهة نظر الليكود والكتلة التى يقودها فى الحكومة، وهى قريبة أكثر من مواقف حزب العمل وحزب أزرق أبيض ــ مقاربة «الفلسطينيون أولا» وحل الدولتين. لذا يبدو أن السياسة الشرق الأوسطية للإدارة الجديدة ستتغير، وسيُبذل جهد من الحزب الديمقراطى لإعادة إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات على أساس مخطط دولتين لشعبين.
بعد أن قال الشعب الأمريكى كلمته، يجب علينا أن نحترم قراره؛ الاعتراف لإدارة ترامب بكل الفضل الذى أغدقته علينا، واحتضان الإدارة الجديدة والتحاور معها على أمل أن يوصل العمل المشترك إسرائيل إلى شاطئ الأمان.
ملاحظة أخيرة فى الختام. المعركة الانتخابية فى الولايات المتحدة أظهرت الاستقطاب فى هذه الدولة وكان العداء للسامية علنيا وواضحا، ووصل أحيانا إلى هجمات عنيفة ضد اليهود. أنا مقتنع بأن تركيبة الحزب الديمقراطى والشخصية التصالحية للرئيس الجديد سيؤديان إلى انخفاض المستوى العلنى لكراهية اليهود، وبسرعة جدا سيثبت أن بايدن «جيد لليهود».
مستشار فى الشئون الاستراتيجية والسياسية
معاريف
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
يورام دورى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved