حديث مع شباب الوفد

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الخميس 11 نوفمبر 2021 - 9:40 م بتوقيت القاهرة

الشهر الماضى لبيت دعوة كريمة من حزب الوفد للقاء موسع مع شباب وكوادر الحزب خلال معسكرهم فى العين السخنة.
اللقاء كان بصحبة الزميلين والصديقين محمود مسلم وحمدى رزق، وأداره الصديق طارق تهامى عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس اللجنة العامة للحزب بمحافظة الجيزة.
كنت مهتما بالحضور لأسباب كثيرة منها محاولة فهم كيف يفكر شباب الأحزاب عموما، وشباب حزب الوفد خصوصا، باعتبار أن الوفد يفترض أن يمثل التيار الليبرالى الرئيسى فى العمل السياسى.
المناقشات كانت ثرية. تحدثنا نحن الثلاثة عن الإعلام والمعلومات فى عصر السوشيال ميديا، ثم بدأت المناقشات.
والملاحظة الأساسية أن غالبية الحاضرين انتقدوا وسائل الإعلام المصرية وحمّلوها المسئولية عن كثير من المشاكل والأزمات والإخفاقات فى المجتمع بأكمله.
الملاحظة الثانية أن عددا من الحاضرين أكثر تأثرا بما ينشر على السوشيال ميديا، لكن للموضوعية وجدت شبابا آخرين أكثر انفتاحا على روح العصر، بل واستمعت لمداخلات شباب تنم عن مستوى ثقافى متقدم واطلاع على آخر النظريات السياسية الحديثة.
الملاحظة الثالثة أن المسافة بين أفكار بعض الشباب الذين استمعت إليهم وناقشتهم صارت تقترب من الحكومة وسياساتها وأفكارها كثيرا، وكنت أعتقد أنه ورغم تأييد حزب الوفد للحكومة وللرئيس فإن هناك مسافة من التنوع والاختلاف بين الوفد والحكومة باعتباره حزب المعارضة، حتى لو كان ذلك نظريا.
خلال كلمتى وردى على بعض الأسئلة من الحاضرين، قلت إن وظيفة الإعلام هى نقل الأخبار وتحليلها وتفسيرها، وليس اختراعها، وأن السياسيين والمسئولين هم الذين يتحملون مسئولية صحة الأخبار من عدمها، فى حين أن دور الصحفيين هو التأكد والتحقق من صحة هذه الأخبار وتدقيقها، ثم نشرها للجمهور.
قلت أيضا إن تراجع دور الأحزاب والقوى السياسية المدنية له نتائج خطيرة للغاية، وكلما تراجع هذا الدور، كلما أعطى الفرصة لقوى التطرف والعنف والإرهاب للظهور، وربما ــ لا قدر الله ــ للعودة مرة أخرى للمشهد السياسى. وبالتالى وجب على الأحزاب أن تبذل كل الجهود وتمارس دورها وسط الناس، حتى تقطع الطريق على القوى الظلامية، ويساعدها فى ذلك المجتمع المدنى القوى الذى يجب أن نحرص عليه وننميه طوال الوقت طالما أنه يعمل فى إطار القانون.
قلت أيضا إننا نعانى الآن من ظاهرة سياسية غريبة، وهى أن بعض المواطنين ينضمون للأحزاب ليس اقتناعا ببرامجها السياسية، ولكن طمعا فى الحصول على وظيفة، أو الترقى أو الحصول على منفعة معينة.
قلت أيضا أن على الإعلام أن يطور نفسه كى يتلاءم مع التحول الرقمى الكبير الذى نعيشه، وأن مهمة الإعلام سوف تستمر بل ربما تزيد، وليس مهما شكل وطبيعة الوسيلة، وهل تستمر ورقية، أم عبر الفضائيات أم تنحصر فقط فى الموبايل وتطبيقاته، أو تكون كل هذه الأشكال والوسائل مجتمعة.
قلت أيضا إن ثورة يناير قام بها شباب يرغبون فى وطن حر متقدم ومتعلم، لكن للأسف سرقها المتطرفون، وحرّفوها عن جوهرها. وأن المؤامرة الخارجية، لا تنجح دون أن تكون هناك أرضية وبيئة داخلية تسمح لها بذلك، وهى الأوضاع التى كانت سائدة فى أواخر عهد حسنى مبارك.
خلال الحديث أكدت أنا والصديقان محمود مسلم وحمدى رزق على ضرورة التحقق من أى خبر قبل تصديقه، وضرورة الاعتماد على مصادر صحفية موثوقة، وعدم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى باعتبارها وسائل الإعلام، بل مجرد وسائل تواصل فقط.
فى ختام اللقاء قلت للحاضرين إنه من المهم أن يكون هناك تجمع للشباب ونقاش مشترك بينهم، أو بينهم وبين قيادات وشخصيات عامة لأن البلد فى مسيس الحاجة لكوادر وعناصر سياسية مؤهلة ومدربة، لأن ضعف الحياة الحزبية أصاب الحياة السياسية بالجمود، ومن المهم أن تكون هناك حياة سياسية ثرية ومتنوعة فى الدولة المدنية الديمقراطية، وتكون حائط صد أمام قوى الظلام والتطرف.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved