ميركاتو.. «أوراق الكوتشينة»!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 12 يناير 2019 - 10:55 م بتوقيت القاهرة

** قبل بداية هذا الموسم شهد الميركاتو الصيفى عددا ضخما من الصفقات، فقد تعاقد الأهلى مع 9 لاعبين جدد وباع لاعبا واحدا. وتعاقد الزمالك مع 13 لاعبا وباع 17 لاعبا، وتعاقد بيراميدز مع 21 لاعبا وباع أو رحل عنه 21 لاعبا.. وتعاقد الاتحاد السكندرى مع 13 لاعبا ورحل عنه 11 لاعبا.. وتعاقد الجونة مع 18 لاعبا ورحل عنه 17 لاعبا.. !
** كل الأندية فعلت ذلك فى الانتقالات الصيفية قبيل بدء الموسم.. وتلك الصفقات فى حد ذاتها ظاهرة فريدة فى كوكب كرة القدم، وربما فى المجرة الشمسية بافتراض أننا لا نعرف باليقين صفقات كرة القدم فى زحل وعطارد.. فأنديتنا تشترى فريقا قبل بداية كل موسم، وتستغنى عن فريق فى الفترة نفسها قبل بداية كل موسم.. ثم يأتى نصف الموسم، فتتعاقد الأندية مع نصف فريق جديد، وتستغنى بالبيع أو بالإعارة عن نصف فريق..!
** فى ميركاتو الشتاء تعاقد الأهلى حتى كتابة هذه السطور مع 6 لاعبين، وتعاقد بيراميدز مع 5 لاعبين، وتعاقد الجونة مع 5 لاعبين، وتعاقد الاتحاد السكندرى مع 7 لاعبين، وتعاقد سموحة مع 7 لاعبين.. بينما تعاقد الزمالك مع لاعب واحد فقط وهى إشارة إلى نجاحه فى سياسة تدعيم صفوفه فى بداية الموسم.. وقد كان فى السابق يشترى فريقا جديدا كل موسم ويبيعه أو يستغنى عنه فى الموسم التالى..
** بعض الأندية اضطرت إلى إجراء تعاقدات بسبب النتائج المتراجعة كما حدث فى حالة الأهلى، حيث تعاقد مع لاعبين مجتهدين فى السابق، لكنهم ليسوا مبدعين من أصحاب المهارات المميزة.. ففرق مثل الأهلى ومثل الزمالك عليها أن تمزج بين النتائج وقوة العروض ومتعتها، فتلك ضريبة التاريخ والبطولات والشعبية العريضة فى مصر وفى الإقليم.. بينما لجأ بيراميدز إلى تلك السياسة ودعم صفوفه بنجوم مصر ومحترفين من البرازيل وغيرها بقوة المال والإمكانات رهانا على بناء فريق يمثل قوة ثالثة فى الكرة المصرية..
** فى عمليات البناء الأولى تحكم سياسة الإدارة والسياسة الفنية للمدرب عدد ونوعية الصفقات. وقد فعل جوارديولا ذلك حين تولى قيادة مانشستر سيتى، والأمر نفسهى فعله يورجين كلوب مع ليفربول فتعاقد مع المراكز إلى يراها ضرورية لفريقه.. لكن العالم كله لا يبيع ولايشترى فريقا جديدا قبل بدء كل موسم.. فلماذا تفعل الأندية المصرية ما لا تفعله أغنى عشرة أندية فى العالم؟
** الأسباب: سوء اختيار اللاعبين، وعدم معرفة المهارات الجديدة فى كرة القدم، وعدم وجود سياسة واضحة للعبة فى النادى، وعدم فهم احتياجات النادى أصلا، وعدم وضوح الأهداف الحقيقية للفريق أوللإدارة، وعدم الاستعانة بمدربين لهم فلسفة وتوجهات فنية خاصة.. وهذا بجانب سطوة معظم أو بعض وكلاء اللاعبين الذين يلعبون لمصلحتهم المادية أولا، وتحول الصفقات إلى موسم للتجارة الحرة عند بعض الإدارات وبعض المدربين، فلا تدرى من يربح فى النهاية. وهل هو استثمار أم تجارة وشطارة. ويصاحب كل تلك الأسباب أو بعضها عدم تدخل الاتحاد بقواعد صارمة، ومنها أهم قاعدة دولية وهى اللعب المالى النظيف، وبطء تطوير صناعة كرة القدم، بدورى المحترفين وشركات لها ميزانيات، تخضع للمراجعة. وفى النهاية تأتى ظاهرة الرضوخ لتوجهات جماهير واستعراض قوة الإدارة باعتبار أن الصفقات مثل لعبة كوتشينة، فيها أوراق، فتكون النتيجة غياب أوراق الولد، وسيطرة الشايب..أو مثل لعبة طاولة، فيها حظ الزهر..!
** كل سبب ذكرته يستحق مقالا خاصا.. لكن الخلاصة هذا «ميركاتو أوراق الكوتشينة»!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved