عصر الكنافة..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 12 أبريل 2010 - 9:29 ص بتوقيت القاهرة

 أشكر اتحاد الكرة ولجنة الانضباط على الأخذ بما اقترحناه بشأن عقاب مدرب اتحاد الشرطة، وتجاوز موضوع الأوراق والتقارير الرسمية حين تقع أزمات كبيرة تستوجب تدخلا يوزع العدل وينشره على الأندية.. لكنى أتوقف عند قرار مطاطى آخر للاتحاد:

كان البند الرابع من قرارات لجنة المسابقات الصادرة فى الثامن من أبريل عقب أحداث مباراة الزمالك واتحاد الشرطة ينص على ما يلى:

رفع الأمر للمدير التنفيذى للاتحاد لمخاطبة الجهات المعنية المختلفة بمنع السيد/ إبراهيم حسن من دخول المباريات التى يكون نادى الزمالك طرفا فيها وذلك حتى نهاية الموسم 2009/2010.

مضت أربعة أيام ولم أفهم.. وكان يمكننى الانتظار حتى اليوم التالى لمباراة حرس الحدود والزمالك، كى أفهم عقوبة إبراهيم حسن.. فهل كانت منعه نهائيا من دخول الاستادات.. أم هى حرمانه من دخول الملعب الذى كان يدخله وهو موقوف من قبل الفيفا لمدة خمس سنوات؟!

لم أنتظر مباراة الحرس والزمالك لأنه من البديهى أننا سنفهم العقاب بالتجربة وبالممارسة فإذا دخل الاستاد ولم يدخل الملعب فالعقاب يقصد به الملعب، لكن ما هو الجديد فى العقاب.. أليس ممنوعا من دخول الملعب بسبب إيقافه أصلا؟!

تلك الحيرة التى سبقت اللقاء تؤكد أننا تجاوزنا زمن «الفوضى والبلطجة».. وانتقلنا إلى «عصر الكنافة».. حيث تدار أمورنا كما يدير صانع الكنافة يده ليخرج لنا هذا الحلو الرمضانى الشهير المصنوع من عجين مطاطى يطول أو يقصر حسب طلب الزبون ومزاج الصانع!

اتخذت عقوبة من قبل اتحاد الكرة وتركت للتفسير من جانب المعاقب، حتى لا يوضع الاتحاد فى حرج.. صدر قرار حاسم وسريع عن مجلس إدارة الاتحاد وتقرر إبلاغه للجهات المعنية من قبل مدير الاتحاد، وصرح اللواء خيرى موسى مدير أمن الإسكندرية «للأهرام» صباح يوم المباراة بأن المديرية لم تتلق حتى الحادية عشرة أى قرار من أى جهة بشأن إبراهيم حسن..

من مظاهر عصر الكنافة، أن يطالب مجلس إدارة للزمالك إبراهيم حسن بعدم التوجه إلى استاد المكس لمتابعة مباراة الحرس، وقد كاد الأمر أن يصل إلى الرجاء: «وحياة النبى ما تروح يا إبراهيم».. فيرفض إبراهيم ويصمم على التوجه إلى الاستاد كما جاء فى تصريحات نسبت إليه فى جميع الصحف!

من مظاهر العصر أيضا أن يصمت أعضاء فى مجلس إدارة الزمالك وأعضاء كبار فى النادى ممن يرفعون شعارات الأخلاق قبل اللعب أحيانا، ولا يدلى منهم سوى إبراهيم يوسف بتصريح يشجب فيه أحداث الشغب التى وقعت من لاعبى الفريق بينما سكت الآخرون أمام موجة الجمهور أو كأنهم يوافقون.. أنه عصر الكنافة اللذيذ!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved