إسلاميات

رجائي عطية
رجائي عطية

آخر تحديث: الأحد 12 مايو 2019 - 10:00 ص بتوقيت القاهرة

( 1 )

حياة الإنسان ومنزلته عند الله، مستمدة أصلا من حياته وعمله على الأرض. حياته الدنيا وأعماله هى المحك الحقيقى لميزانه عند ربه.
هذه الحياة الدنيا معقد رجاء الإنسان، والاختبار الأساسى لمدى إدراكه لنعمة الحياة التى أنعم الله عليه. هذا الإنعام إنعامٌ مجانىٌ، وهبةٌ من الله بلا مقابل.
حياة الإنسان على هذه الأرض هى المحك، وهى الاختبار الأساسى لعمله، ولمدى اغتنامه من عدمه ــ الفرصة الموهوبة له فى هذه الدنيا فى إثراء روحه وتقوية إيمانه وتنمية عقله وملكاته، وعطائه وأعماله.
قيمة الحياة تكمن فى قدرة الإنسان على السعى والعمل والاجتهاد. على جنى الرصيد الذى توزن به حياته وأعماله. على اختياره بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين المعروف والمنكر، ونبذه ما يحرمه الدين وتأباه كرائم الأخلاق. هذا الاختيار الرشيد هو أساس التكليف فى الإسلام.
هذه الحياة ليست نزهة، ولا هى لهو ولعب، وإنما هى حياة جادة غير عبثية، غاية المؤمن فيها أن يتجه بنيته وعمله إلى ربه.. أن يكون عنوانا حيا للدين الذى اعتنقه، ورسالته إلى الدنيا.. وأن يكون سلوكه وتوجهه وأعماله آية على صدق إيمانه، وعلى عمق إخلاصه وسواء عمله وتقواه.
الحياة الدنيا هى الفرصة الوحيدة للآدمى لكتابة مصيره فى آخرته.. بعدها يُسْدَلُ الستار ويتوقف كَدْحُ الإنسان الـذى كَدَحَـه وسعَيُهُ الذى سعاه.. ففى الحياة الأخرى لا تقارعَ ولا امتحان بين الخير والشر.. إن الجنةَ خيرٌ محض.. لا مجال فيها لاختيارٍ أو مفاضلةٍ بين خيرٍ وشر، ولا محكَ تُعـرض عليـه قـدرُة الآدمى وميوُلُه ورغباتُهُ ومآربُهُ وأهواؤُهُ وانعكاساتُهُ وأفعالُهُ وردودُ أفعاله.. لا ميزان يُعرض عليه عقلُهُ أو روحُهُ.. تساميه أو انحدارُه، الآدمى فى الجنة ميسورُ الثواب والنعيم، بلا جَهْدٍ ولا مُجَاهدةٍ ولا عَنَاءٍ ولا مكابدةْ.
Email :rattia2@hotmail.com
www.ragai2009.com

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved