عمر بونجو وولده على بونجو

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 13 يونيو 2009 - 4:31 م بتوقيت القاهرة

 مات عمر بونجو.. وورثه على بونجو.. والحكاية تستحق أن تروى بسرعة لعل البعض يستفيد منها.

أما عمر بونجو فهو رئيس جمهورية الجابون التى تقع غرب أفريقيا، وهى قليلة السكان ولديها ثروة من النفط.

الرجل مواليد 30 ديسمبر 1935 اسمه الأصلى ألبرت برنارد واعتنق الإسلام فى عام 1973 وغير اسمه إلى الحاج عمر بونجو، تولى الحكم فى 28 نوفمبر 1967، هوايته كانت الحكم المنفرد حتى اضطرته المظاهرات إلى السماح بأحزاب معظمها غير مؤثر عام 1999.. قبلها بسنوات سمح لـ12 شخصا أن ينافسوه فى انتخابات 1993. معارضوه قالوا إنهم صوريون.

وفى عام 2003 صادق البرلمان على إلغاء مادة تحظر على الرئيس تولى الحكم أكثر من فترتين مدة كل واحدة سبع سنوات. المعارضة اتهمته بالقمع والديكتاتورية وجميع أنواع الفساد.

والقضاء الفرنسى ظل يحقق فى أن عمر بونجو استولى على حصيلة أموال النفط لحسابه الخاص، واشترى 39 عقارا فارها فى فرنسا، وترددت معلومات أن أمريكا وضعت فى حسابه 100 مليون دولار لكى يرسى على شركاتها حق التنقيب عن النفط.

وأطلق اسمه على المبانى الأثرية والعامة وغير اسم بلدته التى ولد فيها من ليواى إلى بونجوفيل. والمثير أن ملكة جمال بيرو إيفيتا سانتا ماريا اتهمته فى يناير 2007 بمحاولة اغتصابها داخل القصر الرئاسى، وأنها وقعت ضحية لمؤامرة تسهيل دعارة.
قبل ثلاثة أيام وبعد تضارب لساعات تم الإعلان عن وفاة الرئيس الجابونى عمر بونجو فى مستشفى إسبانى بعد أن حكم لمدة 42 عاما مسجلا لقب عميد عمداء حكام أفريقيا.

بعد الوفاة خرج على ابن الرئيس وكان بالصدفة يشغل منصب وزير الدفاع ليطمئن العالم بأن كل شىء يسير كما هو مخطط له، وأنه يتحدث ليس بصفته وزيرا بل ابن الرئيس، وأن انتقال السلطة سيتم طبقا للدستور.

هذا الدستور يسمح بالطبع للجميع بالترشح لكن المشكلة هى الصراع الذى نشب داخل «الحزب الديمقراطى» الحاكم على من يشغل المنصب.. هل يكون على ابن الرئيس، ووزير الدفاع..

أم بقية الطامعين فى المنصب الذين ينظرون إلى على بأن كل مؤهلاته هى أنه فقط ابن الرئيس، فى حين يقولون إنهم يملكون الخبرة والعلاقات الدولية، لكن أحد الخبراء المتابعين للشأن الجابونى قال إن عملية خلاقة ومنظمة أدارها الحزب الحاكم من أجل الوريث طوال السنوات الماضية.

الجابون أعلنت حالة التأهب بعد الوفاة، وأغلقت الحدود ونشرت القوات لكن على بونجو أصبح فعليا الرئيس، وينتظر فقط الإجراءات الشكلية المتمثلة فى انتخابات يفترض أن تجرى خلال 45 يوما من إعلان الوفاة. قد يكون الوريث هو الأفضل لكن المشكلة تظل أن كل مؤهلاته هى أنه ابن الرئيس.

مات عمر بونجو،. وجاء على بونجو.. قد تتغير التفاصيل، لكن الحكاية واحدة، ويبدو أنها هى القانون الحاكم فى معظم بلدان القارة الأفريقية وأى دولة متخلفة أخرى فى العالم يرضى شعبها أن يتحول إلى مجموعة من «الكراسى والقفف».

هل يذكركم هذا السيناريو بشىء؟
قد يتذكر أحدكم ما حدث فى سوريا عندما ورث الرئيس بشار الأسد حكم سوريا بعد وفاة والده فى دولة تتغنى بالحكم الجمهورى، وقد يتذكر آخرون السيناريو الكوبى عندما سلم الرئيس فيدل كاسترو وهو حى الحكم لشقيقه راءول فى دول تتغنى بالأممية والاشتراكية.

هذا يذكرنا بشىء آخر يجرى الإعداد له فى المستقبل؟ ربما ينصرف ذهن البعض إلى محاولة لتوريث العقيد أحمد على عبدالله صالح الحكم فى اليمن أو إسلام عمر القذافى الحكم فى ليبيا أو.... حازم حمادة أمام الحكم فى جمهورية الزمالك فى ميت عقبة! أو.... علم ذلك عند ربى والأمريكان!






هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved