شهداء الوطن والواجب

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 12 يونيو 2020 - 8:25 م بتوقيت القاهرة

انضم إلى قائمة شهداء الوطن والواجب هذا الأسبوع زميلان من صفوة الزملاء من أطباء معهد القلب القومى أ. د. محمد فريد الجندى رئيس أقسام الباطنة السابق، ثم أ.د. يسرى كامل نائب عميد المعهد. لا تواتينى القدرة على نعيهما، إنما أحتسبهما شهدين، قدما حياتهما طواعية فداء لواجب ورسالة، فقد قضيا وهما يعملان فى صفوف مقاومة عدو غادر يحصد حيوات البشر من دون رحمة خفية، فلا أحد يملك القدرة على رؤيته أو حتى التنبؤ بقدراته التى وقف العلم أمامها مذهولا!

من الطبيعى أن تزيد نسبة الإصابة فى الأطباء فى العالم بأسره، فهم رجال الصف الأول الذين يتقدمون لعلاج ضحايا الفيروس الضارى، ولقد كان لنا من تلك الحقيقة نصيب.

من الوارد أن تعانى الأطقم الطبية فى العالم بأسره نقص مستلزمات الحماية، فالأمر جلل والجائحة انتشرت كالنار فى الهشيم، ولكن من غير الوارد الاستسلام للمقادير من دون تنظيم صفوف المقاومة وإعادة النظر فى كل الإجراءات التى تتخذ بمنتهى الحزم.

إلى اللحظة لا تسعفنى لغتى ولا تطاوعنى مفرداتى لأتمكن من التعبير بصدق عن حزنى الذى يدمينى على زملاء عمرى ورفاق مهنتى الذين قدر لهم أن يترجلوا بينما الوطن فى أمس الحاجة إلى فرسان معركة شرسة.

يظل حزننا على فراقهم طاقة ندخرها لأوقات الحرب، فلا يدفع الإنسان للعمل والمقاومة إلا حزن نبيل وهو بالفعل حزن يجب أن يترجم فى كل الأيام القادمة لعمل دائم.

واجبنا الآن لا يقف عند حدود علاج ضحايا كورونا من المواطنين فقط بل يجب أن يمتد وبحزم ليشمل توفير كل مستلزمات الوقاية والحماية للأطباء والأطقم الطبية.

واجبنا الآن أن يكون منا من هو مسئول عن توفير الدواء فى المقام الأول لأطقم التمريض والأطباء وأماكن العزل متى استدعى الأمر بسهولة وكرامة، ودراسة كل التفاصيل المتعلقة بذلك حتى لا نفاجأ بتعقيدات إدارية أو اقتصادية تحول دون أن نتمكن من الدفاع عن حياة من يحرسون حياة الناس ويدافعون عنها.

واجبنا الآن أن نوفر معلومات علمية صحيحة لكل الأطقم الطبية، فلا يترك الأمر للاجتهادات الشخصية، بل يجب أن تتوافر معلومات دقيقة واضحة قابلة للتجديد يوميا، وفقا لتغير الأحداث والظروف، وتوافر المعلومات وتطور المرض وتداعياته.

المعرفة هى السلاح الوحيد القابل للانتصار فى تلك المعركة غير المتكافئة. التصريحات المتناقضة والمساهمة فى انتشار الإشاعات أخطر على عقل الإنسان المصرى من جهله، فلننتبه لكل ما نقول ولنراع ضمائرنا ونجتهد فى تحصيل معلوماتنا.

تصورت أننى كالجميع سأتحدث عن الأثر المر لرحيل زملائى لكننى أؤمن بأن الحزن أبدا لا تصفه كلمات أو تعبر عنه أى مفردات.

يا أطباء مصر وأطقمها الطبية فليكن العمل إذا أردتم ألا تضيع أرواح أنبل من كانوا بيننا هدرا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved