انتهاك الشباك

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الثلاثاء 12 يوليه 2016 - 10:17 م بتوقيت القاهرة

لماذا يصرمنتجو السينما المصرية على تزييف التاريخ مع سبق الإصرار، والعبث بكل الحسابات بتلاعبهم فى إيراد شباك التذاكر؟!.
ألم يدركوا أنهم باعلانهم ارقاما وهمية لأفلامهم لا تمتّ للواقع ولا للحقيقة بصلة.. وبتباريهم ان كل واحد منها هو الذى يتربع على العرش، انهم يخلقون بذلك منافسة غير شريفة، وسوقا رصيدها الكذب ومناخا قوامه التضليل.. وهى جريمة كبرى حان وقت التصدى لها ومحاسبة من يرسخ لها.

فى كل دول العالم تحرص شركات الانتاج والتوزيع الكبرى على الاعلان عن ايرادات افلامها بشكل اسبوعى بصدق وشفافية سواء فى وسائل الاعلام أو فى سجلاتها الخاصة، أو الغرف والنقابات الفنية، لأنها تدرك ان سجلات التاريخ ستحفظها، ليستعان بها عند التأريخ للاعمال وصناعها وأبطالها ايضا، على مدى السنوات، فهى سجلات شرف وليست عار.

العار الحقيقى هو ما يفعله موزعو ومنتجو السينما لدينا، والأكبر من ذلك هو موقف مسئولى غرفة صناعة السينما المصرية التى تصمت أمام مهزلة تزييف الايرادات وتكتفى تارة بالشجب والادانة على استحياء وتارة اخرى بالدهشة ومصمصة الشفايف، وفى النهاية تلقى بالكرة فى ملعب المسئولين على ضريبة الملاهى باعتبارها الجهة الوحيدة التى تملك حقائق ارقام إيرادات الافلام، وترفض الكشف عنها وهو ما يعد تقاعسا وتورطا فى المسألة.
إننى لا أعفى الغرفة من الاشتراك فى الجريمة بعدم الدفاع عن شرف شباك التذاكر الذى ينتهك عرضه فى كل موسم سينمائى، وكأنها غائبة عن المشهد.
ألم يكن باستطاعتها مخاطبة جهة الضرائب هذه ومطالباتها بكشف الحقائق امام الجمهور ومسئولى التوزيع، وهذا حقهم، نعم باستطاعتهم ذلك وأكثر حتى لو كان عن طريق القضاء، لوضع النقاط على الحروف ووقف نزيف التضارب، لكنهم لن يفعلوا ذلك، لأن من بين أعضائها جزءا من الموزعين والمنتجين الذين يتلاعبون بالسوق وبنسبة اقبال الجمهور واعلان بيانات دون أى مرجعية عبر وسائل التواصل الاجتماعى بهدف الدعاية لأفلامهم، وكثير من النجوم يقعون فى الفخ ويسيرون على نفس الدرب، بل وصل الأمر إلى ما يشبه الحرب النفسية بسيطرة فيلم دون آخر على صالات السينما.. وما خفى من أساليب التلاعب كان أعظم داخل دور العرض.
إن ما يحدث جزء لا يتجزء من انهيار الصناعة، ألم يكفها تراجع الانتاج حتى وصل إلى رقم هزيل، وحتى ما يتم انتاجه بات فى معظمه خاليا من الدسم الفنى، ألم يكفها تراجع توزيعها فى الخارج وبخاصة فى الاسواق الافريقية والعربية التى كانت مغرمة بالفيلم المصرى، ألم يكفها أنها لم تعد موجودة على خريطة المهرجانات السينمائية بشكل حقيقى، حيث لم يتبق سوى محاولات استثنائية تسعى لحفظ ماء الوجه السينما الذى تعكر بأفلام هابطة ودون المستوى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved