وقع انتصار طالبان على إسرائيل

دوريات أجنبية
دوريات أجنبية

آخر تحديث: الأحد 12 سبتمبر 2021 - 7:27 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب نيفيل تيلر، يعرض فيه 3 تأثيرات على إسرائيل بعد انتصار طالبان، الأول تمثل فى إضافة جماعة متطرفة جديدة إلى أعدائها، والثانى تقوية موقفها كقوة إقليمية، والثالث هو انحدار قبيلة البشتون من الأسباط العشرة اليهودية مما يثير تساؤل حول مدى تأثير تلك الرابطة على العلاقات الأفغانية ــ الإسرائيلية فى المستقبل!... نعرض منه ما يلى.

بالرغم من أن إسرائيل لم تكن متورطة فى الأحداث التى أحاطت باستيلاء طالبان على أفغانستان، إلا أنه من المفترض والمعقول أن التأثير الرئيسى على إسرائيل بعد خروج الولايات المتحدة المهين من أفغانستان هو إضافة نظام إسلامى متطرف جديد إلى أعدائها اللدودين.
انتصار طالبان صاحبه موجة من الفرح والابتهاج اجتاحت الجماعات المتطرفة. ولّد الانتصار حالة مزاجية زادت من حدة العداء للولايات المتحدة ولإسرائيل. فأعداء إسرائيل ــ حزب الله فى الشمال، وحماس فى الشرق، وداعش فى سيناء فى الجنوب، وإيران والميليشيات المدعومة من إيران العاملة فى سوريا والعراق واليمن ــ كلهم تم تسجيلهم على أنهم ابتهجوا بخيبة أمريكا.
يدرك الإسلاميون جيدًا أن أحداث أغسطس 2021 تمثل نقطة تحول. فباستثناء الانسحاب السوفيتى من أفغانستان فى عام 1989، نادرًا ما حقق المتطرفون انتصارا فى صراعاتهم. أما فى عام 2021، ظهرت حركة طالبان على أنها المنتصر بلا شك فى حرب العشرين عامًا. وستتذكر الميليشيات المتطرفة إلى الأبد هذا الانتصار كدليل على أن القيم الغربية يمكن أن تُقهر.
اسماعيل هنية، رئيس حركة حماس فى غزة، اتصل هاتفيا بزعيم طالبان عبدالغنى بردار لتهنئته وقال إن «الانتصار مقدمة لسقوط كل قوات الاحتلال وفى مقدمتها الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين». وبدوره، تمنى بارادار لفلسطين «النصر والتمكين كنتيجة لمقاومتها الباسلة».

السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبنانى، قال: «هذا تصوير للهزيمة الكاملة لأمريكا وانهيار الولايات المتحدة وفشلها فى المنطقة».
كما احتفل مقاتلون من فرع القاعدة فى اليمن بعودة طالبان إلى السلطة بإطلاق الألعاب والأعيرة النارية. وقالت الجماعة، المعروفة باسم القاعدة فى جزيرة العرب، فى بيان: «هذا الانتصار والتمكين يكشفان لنا أن الجهاد والقتال هو السبيل الواقعى الوحيد المتوافق مع الشريعة الإسلامية لاستعادة الحقوق وطرد الغزاة والمحتلين».
ووصفت حركة طالبان الباكستانية الأحداث بأنها «انتصار للعالم الإسلامى بأسره»، فى حين قال رئيس الوزراء الباكستانى، عمران خان، خلال حفل أقيم فى إسلام أباد: «إن الأفغان كسروا أغلال العبودية».
عبر قادة هيئة تحرير الشام عن مشاعر مماثلة، وهى جماعة مقرها سوريا انفصلت رسميا عن القاعدة فى عام 2016 وتهيمن الآن على محافظة إدلب الشمالية الغربية. ووصف أحد كبار أعضاء الجماعة استيلاء طالبان على السلطة بأنه «انتصار للمسلمين، انتصار للسنة، انتصار لجميع المظلومين».
من منظور إيران، لم تعتبر طهران انتصار طالبان على القوات الأمريكية انتصارا للعالم السنى. إيران شاهدت الأحداث من الطرف الآخر من التليسكوب، أكدت هزيمة أمريكا والغرب ورحبت برحيل القوات الأمريكية وتعهدت بالعمل مع حكومة طالبان. قال الرئيس الإيرانى الجديد إبراهيم رئيسى: «يجب أن تصبح الهزيمة العسكرية لأمريكا فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام الدائم فى أفغانستان».
ومع كل هذه الشماتة والبهجة التى وصلت لآذان الغرب، كان من المستحيل تجاهل المفارقة فى التاريخ الذى اختاره بايدن فى الأصل للانسحاب النهائى للقوات الأمريكية من أفغانستان (11 سبتمبر) وهو تاريخ مرير يتزامن مع الذكرى العشرين لأحداث الحادى عشر من سبتمبر. فى النهاية، لم يكن بإمكان بايدن توقع سرعة غزو طالبان، ولا السرعة التى ستنهار بها الحكومة الأفغانية والقوات العسكرية، وتمكنت حركة طالبان، التى كانت هدف الغزو الأمريكى فى عام 2001، من السيطرة على أفغانستان.

هناك تأثير آخر لانتصار طالبان على إسرائيل، ففقدان أمريكا هيبتها سيكون له بلا شك تأثير أيضًا على أصدقائها. سوف تتساءل المملكة العربية السعودية، والمغرب، والإمارات العربية المتحدة، وربما حتى مصر والأردن، عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة، أو تريد بالفعل، استعادة مكانتها البارزة فى الشرق الأوسط.
فى كل الأحوال، كان أحد الآثار العرضية وغير المتوقعة للتراجع الأمريكى هو تقوية موقف إسرائيل على الساحة السياسية. حيث يعتقد بعض المعلقين والمعلقات أن اللاعبين الإقليميين الرئيسيين يعيدون بالفعل تقييم المشهد السياسى. بعبارة أخرى، مع تقليص دور الولايات المتحدة، يتم تقوية مكانة إسرائيل كقوة إقليمية رئيسية، خاصة فى ظل الجهود المستمرة للعديد من الدول العربية لكبح جماح طموحات إيران للسيطرة على المنطقة ومحاولاتها للحصول على ترسانة نووية.

تأثير ثالث على إسرائيل، غريب إلى حد ما، بعد سيطرة طالبان على حكم أفغانستان. فالبشتون هم مجموعة عرقية كبيرة داخل البلاد، أكثر من 15 مليون شخص ويشكلون حوالى 40 فى المائة من السكان. نشأت حركة طالبان نفسها كحركة قبلية بشتونية، وما زالت حتى اليوم تتمتع بقوة كبيرة فى قلب المعقل الثقافى للبشتون فى جنوب أفغانستان. ولكن، كما كشفت الشبكة الإعلامية آى نيوز 24 وهى قناة أخبار تلفزيونية إسرائيلية، فإن مجتمع البشتون بعيد كل البعد عن الاتحاد مع طالبان. كما خدم الكثيرون من مجتمع البشتون فى الجيش الوطنى الأفغانى ودعموا عملية التحول الديمقراطى التى رعاها التحالف وكلا الرئيسين السابقين للبلاد كانا من قبيلة البشتون!.

اكتشفت الشبكة الإسرائيلية أيضًا حقيقة أنه فى داخل وعى البشتون، هناك حبل من التعاطف مع إسرائيل. بكلمات أكثر تفصيلا، هناك نظرية راسخة فى تقاليد البشتون، لكنها غير معروفة خارجها باستثناء لبعض علماء الأنثروبولوجيا، هذه النظرية تقول إن البشتون ينحدرون من (نسل) الأسباط العشرة اليهودية. يتجلى هذا الاعتقاد بقوة فى الفولكلور البشتونى، وعلى الرغم من أن معظم البشتون هم من المسلمين السنة، فإن البعض يشعر بارتباط قوى باليهودية والنظريات حول أصولهم من بنى إسرائيل. ونقلت شبكة آى نيوز 24 عن أحد الأفغان البشتونيين قوله: «كلانا له نفس الدم. نحن بنو إسرائيل»، وآخر قال: «إسرائيل بلدى».
هل يمكن أن يؤثر هذا الترابط مع اليهودية ــ الذى يمتد بعمق فى تقاليد البشتون ــ على العلاقات الإسرائيلية الأفغانية فى المستقبل. أيا كان، هو أمر مثير للاهتمام.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى: هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved