السينمائى رجل شارع بشروط

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 12 أكتوبر 2011 - 9:05 ص بتوقيت القاهرة

بقدر ما اتفقت مع المخرج خالد يوسف عندما قال «إن السينمائيين لديهم الكثير ليفعلوه» بقدر ما ملأنى إحساس بالدهشة والحيرة وربما خيبة الأمل؛ فبعض أصوات السينمائيين والفنانين عامة التى ظهرت تعقب على الأحداث وتدلى بشهادتها على وقائع تؤلم المجتمع المصرى فى قلبه وتحاول النيل من مكانته ووجوده، كانت لا تتعدى عن كونها مجرد صراخ لم يرتد نبل وحكمة ومشاعر وأحاسيس وعقل فنان، شأنها شأن المواطن العادى الذى اختلطت بداخله وتشابكت مواطن الفرحة والحزن، بينما توارت باقى أصوات الفن والفنانين تراقب وتتجرع أحداث المشهد بكل بشاعته صمتا وسخرية.. تلك الأصوات التى كان يجب أن يبح صوتها الآن أنينا ثم تتجاوز مرحلة البكاء على الهدم إلى مرحلة البناء بالمساهمة فى بث روح الإصرار والعزيمة والقدرة على تحقيق حلم الاستقرار وتخطى الصعاب، والقدرة على الوصول إلى الهدف الأسمى ــ برؤية ذى بصيرة ــ وهو أن مصر يجب أن تعيش، وأن تمضى فى حياة حرة.

 

إن خالد يوسف كان يقصد بكلماته فى حفل ختام مهرجان الإسكندرية وغلب عليه المشهد الثورى أن السينمائيين لم يصمتوا على حبس طالب معهد السينما فادى السعيد المحبوس على ضوء أحداث السفارة الإسرائيلية، وارتدى يوسف ورفاقه من السينمائيين بالمهرجان تى شيرتات طبع  عليها صورة فادى وسطور «الحرية للسعيد ولا للمحاكمات العسكرية».. وسرعان ما تحول مهرجان السينمائيين إلى مظاهرة سياسية دون وعى حقيقى للدور حيث صاحت هتافات «يسقط حكم العسكر» ،وصاح أحد المخرجين الشبان ــ فوزى صالح ــ  بـ«إن قوات الجيش تقتل المتظاهرين أمام ماسبيرو».. وأتساءل هل هذا هو ما أراده المخرج خالد يوسف بأن السينمائيين لديهم الكثير ليفعلوه وأن شوكتهم أقوى مما يتصورون.. وهل نسى الجميع أن مهرجان الإسكندرية أساسا مهرجان سينمائى دولى، وأن هناك سينمائيين أجانب جاءوا ليشاركوا فى الحدث السينمائى وما يطرحه من أفكار ورؤى وهموم لبشر فى كل مكان فى العالم.

 

واقع الأمر أن فعل السينمائيين وباقى جموع الفنانين يجب أن يكون مختلفا وألا يردد صرخة رجل الشارع ــ رغم أنه واحد منهم ــ بل يستوعبها ويتشبع بها ويشهد عليها، وهو يدرك أنه مؤثر أو أن هناك جماهير تثق به وتتأثر به، وربما تردد ما يقوله، فهو المبدع والمبدع نبيل شريف عفيف لا تعرف الأغراض الشخصية ولا الأمراض النفسية طريقها إلى عقله ووجدانه.. فتلك شروط، والواقع أن الشهادة الحقيقية لم تأت بعد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved