مراجعة مطلوبة.. واستعداد للقادم

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 12 نوفمبر 2021 - 8:15 م بتوقيت القاهرة

يشهد العالم بما لا يقبل الشك تغيرات واضحة فى مجالات مختلفة أهمها الصحة والخدمات الطبية إثر تلك الصدمة التى تلقاها والتى طالت تداعياتها كل مناحى حياة البشر على الكرة الأرضية. جائحة عدوى كوفيد ـ ١٩ والتى ما زال العالم يترنح تحت وقع ضرباتها الموجعة عاجزا عن حسم المواجهة الصعبة بين إمكاناته المتاحة وبين ضراوة فيروس لا يرى بالعين المجردة.
رغم كل الاحتياطات والإجراءات الاحترازية وحملات التطعيم الواسعة فى كندا إلا أن الخوف ما زال سيد الموقف وما زالت الحالات الجديدة بين من تناولوا اللقاحات المختلفة التى تعتمدها الحكومة الكندية تثير الدهشة وتدعم موقف من يرفضون اللقاح ومنهم أطباء ومقدمو الخدمة الطبية.
وصلت مونتريال المدينة التى فيها عشت لفترة طويلة وعملت لتفاجئنى تفاصيل لم أتوقعها فى مجال الصحة وتقديم الخدمة الطبية.
رغم حرص الجميع على الإجراءات الوقائية واتباع التعليمات فأنت على وجه الإطلاق لا يمكنك تناول فنجان من القهوة دونما إبراز ما يثبت أنك قد تناولت التطعيم مع بطاقة هوية لها صورة حديثة لك.
لا يمكنك دخول أى مبنى حكومى دونما إبراز ما يثبت أنك بالفعل محصن وبلا مناقشة فى ذلك ولا حتى تساؤل.
لكن فى المقابل فإن الخدمات الصحية فى تراجع فالحكومة الفيدرالية تدفع للأطباء كامل مرتباتهم وما يحصلون عليه من مكافآت لقاء الكشف على المرضی فى العيادات بصورة افتراضية. حدثنى طبيب استشارى لأمراض القلب أنه يجرى كشوفا على المرضى بينما يقود عربته أو يستمتع بآخر أيام الخريف الدافئة نسبيا فى النادى.
المريض الكندى قد يقضى الساعات فى طوارئ المستشفى قبل أن يسمح له برؤية طبيب حديث التخرج.
أما الحصول على موعد لإجراء فحص بالآشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى فهذا أمر يستغرق شهورا.
أما الجديد فى الأمر فتلك الإشارات التى تأتى فى صورة رسائل إما فى التليفزيون أو الصحف لدعم موقف المستشفيات فى محاولة تقليل زيارة المستشفى لأى سبب، أيضا تقليل الأبحاث التى تجرى سواء كانت فى المعامل أو استخدام التقنيات الحديثة فى التشخيص مثل الصدى الصوتى أو اشعات الصبغة المختلفة أو الرنين المغناطيسى أو قسطرة القلب والمناظير، مفهوم الحالات الحرجة يتغير مع مناظرة «أون لاين» اشترك فيها عدد كبير من الأطباء ومديرو المستشفيات ومقدمو الخدمة الطبية ،اعترف الجميع بأن الاهتمام بتداعيات الجائحة والاستعداد للأسوأ كلفهم أرواحا غالية لمرضى لم تصل إليهم الخدمة فى الوقت الأكثر احتياجا لها أو ذلك التوقيت الذى كان يضمن لهم النجاة والذى كان قد فات على المريض والمستشفى.
عرفت كندا دائما بنظام قوى للتأمين الصحى كان أحد مغريات الهجرة إليها دائما حتى من أمريكا الجارة، التى تشاركها الحدود. فهل سيظل الأمر مرهونا بالخوف من موجة مد قادمة لجائحة كوفيد ١٩ أم أن التعافى ما زال احتمالا قويا واردا رغم عدم القدرة على التنبؤ بما تحمله الأيام القادمة من مفاجآت؟.
إذا كان هذا السؤال يلح على خاطرى وأنا فى مونتريال: ترى هل أجد إجابة وأنا أستعد للعودة لوطنى.. مصر؟
ماذا بعد.. هل القصة تشارف على النهاية أم أننا على أعتاب بداية جديدة لمرحلة مختلفة فى مصر؟
أعتقد أننا بحاجة لإعادة ترتيب الأوراق ومراجعة يوميات الأزمة لتحديد مدى خسائرنا وكيف يمكننا أن نوازن بين ضرورة الاستعداد لمواجهة موجة جديدة من العدوى مع الحفاظ على حق المريض الذى يعانى من أمراض أخرى وتداعيات قاسية. والله المستعان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved