ميسى و«ختم الأسطورة»..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 12 نوفمبر 2022 - 8:50 م بتوقيت القاهرة

** هل يحتاج ميسى للفوز بكأس العالم حتى ينال «ختم اللاعب الأسطورة؟
** جميع الإجابات دون استثناء فى الشرق والغرب ستكون بكلمة واحدة هى: نعم.. أما إجابتى فهى: لا..!
** لا يحتاج ميسى للفوز بكأس العالم كى يثبت أنه لاعب أسطورة، والواقع أن منتخب الأرجنتين لديه فرصة مقنعة لإحراز اللقب، فهو المصنف الثالث عالميا بعد البرازيل وبلجيكا، ولم يهزم فى 35 مباراة. وتلك هى المرة الخامسة التى يشارك بها ميسى فى المونديال، وقطعا ستكون المرة الأخيرة. وهو يمضى، حسب النقاد والخبراء، على طريق الأسطورة الأرجنتينية الأخرى دييجو أرماندو مارادونا، وبسبب كأس العالم، يمضى ميسى فى ظل مارادونا.
** ميسى أسطورة لإبداعه طوال 15 عاما، وهو اللاعب الذى ظل سنوات يدهشنا بما يقدمه من مهارات وإبداع، وأذكر أنه سجل فى عام 2007 هدفا فى مرمى خيتافى بكأس إسبانيا كان صورة طبق الأصل من هدف مارادونا التاريخى فى مرمى إنجلترا عام 1986. وأضع خطا فاصلا على الفارق بين تسجيل هدف فى المونديال وبين تسجيل هدف فى كاس إسبانيا، لكن فى تلك المباراة، راوغ ميسى أربعة لاعبين ثم حارس المرمى من منتصف الملعب. راوغ بارديس، وناشو، وأليكس، وبلينجوير مرتين، وحارس المرمى لويس جارسيا. ولمس ميسى الكرة 13 مرة، وقطع مسافة قدرها 55 مترا فى زمن قدره 11،10 ثانية. فكان صورة طبق الأصل من هدف العبقرى دييجو مارادونا فى مرمى إنجلترا. ففى يوم 22 يونيو 1986 راوغ النجم الأرجنتينى كلا من ريد، وبيردسلى، وبتشر مرتين، وفينويك، ثم حارس المرمى بيتر شيلتون. ولمس مارادونا الكرة الكرة 13 مرة، وقطع مسافة قدرها 53،5 متر، فى زمن قدره 10،89 ثانية. وقد دخل ليونيل ميسى دخل بهذا الهدف قائمة أصحاب الأهداف التاريخية الرائعة فى كرة القدم.
** إن الفوز بكأس العالم لا يحققه ميسى وحده، ولن يفعل ذلك وحده. وإنما هو الفريق، هو منتخب الأرجنتين. فلماذا ينسى الجميع أن كرة القدم لعبة جماعية، وأن أبطالها من اللاعبين هم أصحاب المهارات والإبداعات؟
إن قوة أى لاعب تستمد من قوة ناديه، ومن قوة المجموعة التى تلعب معه. وفى هذا السياق ما زلت أرى أن إبداع لاعب الكرة الفرد يستحق التميز والجوائز، مثل بيليه وكرويف ومارادونا وميسى ورونالدو وصلاح ونيمار. وهذا النوع من اللاعبين المبدعين تحب أنت كمشاهد أن تذهب إليهم الكرة كى تستمتع بما يفعلونه بها. تستمتع بلحظات الإبداع ومفاجآت الإبداع، إلا أن الأداء الجماعى للفريق يساهم فى تحقيق هؤلاء النجوم للعديد من البطولات والألقاب والأرقام القياسية،. والحقيقة التى لا يحب أن يراها العالم الذى يعشق صناعة الأبطال، إن البطل الأول هو الريال وبرشلونة وليفربول قبل رونالدو وميسى وصلاح..
** ميسى الذى لم يلعب منذ 20 يوما، قد يكون الموهبة البشرية المضيئة والمرحة إلى ما لا نهاية فى مونديال قطر. ربما يمكن لفوز ميسى بكأس العالم أن يعظم ويحسم هذه القضية البائسة بأنه يحتاج اللقب كى يعيش كأسطورة فى الأذهان، وفى كتاب كرة القدم، بينما لم يفز كرويف مثلا بكأس العالم لكنه حجز فصلا فى الكتاب، مثله دى ستيفانو العبقرى المدريدى الذى لم يفز باللقب الثمين لكنه كان أسطورة.
** تذكروا أن جائزة الكرة الذهبية أزالت مفهوم البطولة ضمن معاييرها، وأصبح الأمر مرتبطا بإبداع اللاعب ودوره مع فريقه. وسوف أظل وفيا للإبداع والمهارات الفردية، ولللاعب الذى تحب أن تذهب إليه الكرة لكى تشعر ببهجة كرة القدم ومتعتها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved