لماذا يستحقها ميسى؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 13 يناير 2011 - 9:32 ص بتوقيت القاهرة

 ●● اختلال المعايير وتغييرها وراء هذا الغضب الإسبانى لفوز ميسى بجائزة أحسن لاعب.. لكن المعايير أصلا كانت خطأ، فعندما تمنح تلك الجائزة للاعب لمجرد أنه شارك فى فوز ناديه ببطولة أوروبا أو لمشاركته فى فوز منتخب بلاده فى كأس العالم يكون ذلك معيارا لا علاقة له بالموضوعية الفنية.. ففى كرة القدم يحقق الإنجاز الفريق. وفى حالة تشابى وإنييستا كان نجاحهما جزءا من نجاح المنتخب الإسبانى فى المونديال..

●● فى حالات قليلة ترتبط تلك الجائزة الرفيعة بفرد وليس بجماعة.. هكذا منحت إلى يوهان كرويف فى أعوام 1971 و1973 و1974، لدوره مع أياكس أمستردام فى الفوز بكأس أوروبا، ولدوره الرائع مع منتخب هولندا فى المونديال، وهكذا منحت لزيدان عام 1998.. وهكذا كان يجب أن تمنح لمارادونا عام 1986 إلا أن الجائزة كانت فى ذلك الوقت لمجلة فرانس فوتبول وتقتصر على لاعبى أوروبا فيما بدأ الفيفا جائزته السنوية عام 1991.

●● فى حالات نادرة يكون بالفريق، لاعب من أصحاب المهارات الأسطورية.. ويطغى دوره الفردى على الدور الجماعى.. لذلك ذهبت الجائزة إلى ميسى، ومرت من بين قدمى تشابى وإنييستا..

●● ميسى دائما فى المكان الصحيح وفى الوقت الصحيح. فهو الذى سجل 60 هدفا فى العام الماضى لبرشلونة ولمنتخب الأرجنتين. وهو سادس لاعب فى الدورى الإسبانى يسجل 4 أهداف فى مباراة واحدة ضد أرسنال الإنجليزى. وهو الفائز بالحذاء الذهبى فى أكتوبر الماضى..

●● ليونيل ميسى يجعل الكرة ترقص بين قدميه.. ترقص بإيقاع سريع، وترقص بإيقاع التانجو.. وأنت تحب أن تذهب الكرة إلى ميسى لتندهش بما يفعله بها وتستمتع باندهاشك. وتستمتع بانفعالك. ولاحظ الفارق هنا. تحب أن ترى الكرة بين قدمى ميسى. وتحب أن ترى الكرة بين فريق برشلونة.. هنا أنت تحب لاعب فرد. وهنا أنت تحب مجموعة من اللاعبين.. وميسى بالنسبة لفريق برشلونة مثل نواة الذرة، التى يدور حولها تشابى وإنييستا ودافيد فيا، وبيدرو ودانى ألفيس.

●● معايير الأفضل فى كرة القدم يجب أن تبنى على المهارة والموهبة ثم الدور فى الإنجاز.. فالبطولات من حق الفريق وليست من حق لاعب واحد.. بينما الإنجاز الفردى والأرقام القياسية هى أهم معايير اللعبات الفردية، التنس، السباحة، ألعاب القوى، الجمباز، المصارعة، الملاكمة.. ويضاف، فى حالات أخرى موهبة الفرد.. ففى الستينيات كانت مباريات الملاكم محمد على كلاى متعة فنية، كان راقصا يدور حول خصمه. وكانت ضرباته سريعة ومتلاحقة، وكانت يلدغ مثل النحلة ويدور كالفراشة.. وحين اعتزل، ذهب معه الأداء الجميل فى الملاكمة، وعادت القوة. قوة الضربة. وقوة الجسد، وخسرت اللعبة الجمال.

●● الرياضة نشاط إنسانى مهم. تظل فى هذا النشاط مساحة كبيرة للموهبة الخاصة، التى تبرع فى إعلاء القدرة البشرية.

●●ميسى يستحق الجائزة.. فهو أحد اللاعبين الذين هزمت موهبتهم.. مجموعة لاعبين آخرين يشكلون فريقا كاملا.. اسمه منتخب إسبانيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved