لص النفط!

خالد سيد أحمد
خالد سيد أحمد

آخر تحديث: الجمعة 13 مارس 2020 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

أظهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عن وجهه الحقيقى وأطماعه الواضحة فى ثروات سوريا، بعد سنوات من ارتدائه قناع التقية، الذى حاول من خلال ترديد مزاعم عن أن تدخله عسكريا فى شمال سوريا، هدفه حماية شعبها من بطش النظام، لكنه كشف وبشكل واضح عن أن الهدف من هذا العدوان هو الاستيلاء والسطو على نفط هذا البلد العربى.
أردوغان وبعد زيارته الأخيرة إلى موسكو، التى تعرض فيها لعملية إذلال واضحة من جانب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قال بنفسه إنه عرض على روسيا الاشتراك فى إدارة حقول النفط فى شمال شرق سوريا، واستغلالها بدلا عن الأكراد الذين يسيطرون عليها.
وأضاف: «عرضت على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادى فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هناك، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة فى الوقوف على قدميها». وتابع أردوغان إن بوتين يدرس العرض، مضيفا أنه يمكنه تقديم عرض مماثل للرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
هذه المطامع كانت واضحة للكثيرين منذ اندلاع الحرب فى سوريا، ولم يتجاهلها سوى من لديهم مصلحة مباشرة فى دعم السطو التركى على مقدرات الشعب السورى، والذى بدأ فى وقت مبكر من عمر الأزمة، عندما كان يشترى النفط من تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق بأسعار زهيدة. فقد كشفت وسائل إعلام نرويجية فى عام 2015 عن شراء تركيا النفط من تنظيم «داعش». وأفادت قناة «أر تى» النرويجية أن تقريرا من شركة «ريستاد إينيرجى» النرويجية يحتوى على بيانات بخصوص شراء تركيا النفط من «داعش» قد وصل إلى الصحفيين فى يوليو من عام 2015، كما ذكرت فى ذلك الوقت وكالة سبوتنيك الروسية.
ووفقا لوسائل الإعلام النرويجية، فقد تم إعداد التقرير بأمر من وزارة الخارجية النرويجية. ويقول التقرير: «على الرغم من أن حلف شمال الأطلسى يشارك بنشاط فى مكافحة داعش، إلا أن تقرير الخارجية النرويجية يؤكد أن تركيا (وهى عضو فى التحالف) تشترى النفط الخام من الإرهابيين». ووفقا لوثائق سرية، كما ذكر التقرير، فإن كميات كبيرة من النفط المهرب من سوريا والعراق قد وصل إلى تركيا.
وأضاف التقرير أيضا أن النفط الذى يبيعه التنظيم فى السوق السوداء، يتم نقله بصهاريج عبر الحدود. ويباع النفط بأسعار منخفضة تتراوح بين 25 و45 دولارا للبرميل، فى حين أن متوسط أسعاره الحقيقية كان يتجاوز الـ60 دولارا. وذكر التقرير أيضا أن «الكثير من المهربين والموظفين الفاسدين فى حرس الحدود، الذين ساعدوا صدام حسين فى التهرب من العقوبات الدولية، ساعدوا تنظيم داعش على تصدير النفط وتحويل الموارد المالية».
أطماع أردوغان فى سوريا، لا تختلف بالتأكيد عن أطماعه فى ليبيا، وهدفه الرئيسى هو الاستيلاء والسطو على ثروات هاتين الدولتين العربيتين من النفط والغاز، حتى لو ارتدى قناع التقية، وبرر ما يقوم به من سرقات علنية بأنه دعم لشعبيهما!
الجميع يعلم ويعرف ويدرك ذلك مسبقا، باستثناء «دراويش السلطان» من عناصر الإخوان، الذين يعتبرون أن تركيا تقوم بعمل شرعى، رغم أنه عدوان صريح وسرقة مكتملة الأركان لثروات سوريا وليبيا، ولا تقره أى شريعة، سوى شريعة الجماعة العجوز، التى دائما ما تتخذ مواقف معادية لشعوبها، ومؤيدة لأردوغان الذى فتح أبواب بلاده لعناصرها عقب إقصائها عن حكم مصر عام 2013، ومنحها منابر إعلامية تمارس التحريض على العنف والإرهاب والفتنة ضد الدولة المصرية ليل نهار.
هذه الجرائم التى يقوم بها أردوغان، ليست سوى اعتداء صارخ وغير مقبول على سيادة دول عربية شقيقة، استغلالا للظروف التى تمر بها، ويتنافى مع قواعد القانون الدولى، وبالتالى يجب على المجتمع الدولى، التصدى بحزم لـ«لص النفط»، الذى يهدد الأمن والسلم فى المنطقة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved