رأي الطلاب في أساتذتهم

محمد زهران
محمد زهران

آخر تحديث: السبت 13 مارس 2021 - 8:30 م بتوقيت القاهرة

 في العملية التعليمية خاصة الجامعية هناك نقطة غالباً ما نتجاهلها أو نمر عليها مرور الكرام دون إعطائها حقها وهي رأي الطلاب في أساتذتهم، ولا أعني هنا ما يقوله الطلبة فيما بينهم عن الأساتذة (مثل المقال الذي تكلمنا فيه عن الأستاذ "الراجل الطيب") لكن أعني تحليل آراء الطلبة والاستفادة منها لتحسين المحتوى وطرق التدريس. عندما كنت طالباً جامعياً لم يكن أحد يسألنا عن راينا في المواد أو رأينا في الأساتذة لكن هذا الأمر تغير في الأجيال الحالية حيث أصبحت أغلب الجامعات تطلب من الطلبة كتابة رايهم في المادة والأستاذ مع نهاية الفصل الدراسي وهناك بعض الجامعات تفعل ذلك مرتين في وسط ونهاية الفصل الدراسي. هذا عن الطرق الرسمية، هناك مواقع خارج الجامعات تسمح للطلبة بكتابة آرائهم في الأساتذة وطبعاً يتم ذلك عن طريق استخدام الطلبة لأسماء مستعارة حتى يكتبوا آرائهم بحرية ودون خوف.

مقالنا اليوم عن هذه الآراء وكيفية الاستفادة منها وما الذي يجب أن نحذر منه حين نحلل تلك الآراء.

نبدأ أولاً بالتحدث عما يجب أن نحذر منه.

أول شيء يجب أن نحذره أنه كلما كان الطلبة صغاراً في السن كان رأيهم عاطفياً أكثر منه عقلانياً، لذلك فطلاب السنوات الأولى الجامعية تكون آرائهم إما أن كل شيء رائع إذا كان يحبون الأستاذ "لأنه راجل طيب" ويعطيهم درجات عالية أو أن كل شيء سيء لأنهم يكرهون الأستاذ لسبب أو لآخر. لذلك لا يجب أن يتأثر الأستاذ بتلك الآراء العاطفية. وأحد وسائل معالجة أمر الآراء العاطفية هي وضع أسئلة محددة في الاستبيان تجعل الطالب يكتب أسباباً، أمثلة من تلك الأسئلة: "كيف يمكن تحسين المحتوى العلمي للمادة؟" و "ما هي عيوب الأستاذ التي يجب عليه معالجتها؟" و "ما هي الأمور الإيجابية التي تجدها في أستاذ المادة؟"  إلخ. الطريقة الثانية للتغلب على الآراء غير الموضوعية هي إعطاء نفس السؤال بصيغ مختلفة وفي أماكن متفرقة من الاستبيان أو السؤال وعكسه وهذا سيكشف إن كان الطالب يركز في الإجابة أم يريد أن فقط إبداء رأي حاد أو متطرف.

الطلبة الأكبر سناً تكون إجاباتهم أكثر عقلانية وتوازناً ونجد ذلك في طلبة السنين الأخيرة في البكالوريوس أو الليسانس وطلبة الدراسات العليا.

الشيء الثاني هو أن الطلبة خاصة في الاستبيانات الرسمية قد يشعرون بالحرج أو الخوف من إبداء رأيهم الصريح لأنه عادة ما يتم ملء الاستبيان الكترونياً عن طريق كلمة سر وهذا معناه أن شخصية الطالب معروفة. طبعاً يتم تجميع كل الآراء المتعلقة بفصل دراسي معين معاً وإعطائها لأستاذ المادة دون أسماء لكن الطلبة قد تخاف من تسرب الأسماء. حل هذا الموضوع ليس صعباً وهو إتاحة الفرصة للطلبة لإبداء الآراء دون أسماء عن طريق رابط معين يتم إرساله للطلبة على بريدهم الإلكتروني.

الشيء الثالث أن يحذر الأستاذ كثيراً من المواقع غير الرسمية (أي ليست تتبع الجامعة) التي تسمح للطلبة بعمل حسابات بأسماء مستعارة لكتابة آرائهم في الأساتذة، والحذر يأتي من أن الطالب لن يتجشم عناء الذهاب لموقع ما وإنشاء حساب وكتابة رأي إلا إذا كان يكره الأستاذ جداً أو يحبه جداً وفي كلا الأمرين الرأي غير موضوعي ولا يعول عليه وفي الأغلب الأعم الطلبة في السنين الأولى هم فقط من يستخدمون تلك المواقع.

كيف يستفيد الأستاذ من تلك الآراء؟ هناك ثلاثة أشياء: تحسين المحتوى العلمي وتحسين طريقة التدريس وتحسين طريقة التعامل مع الطلبة.

تحسين محتوى المادة يأتي هي أقل الأشياء التي يكتبها الطلبة في الاستبيان وذلك يرجع في الأساس أن الطالب قد لا يعلم ما الذي ينقص المادة العلمية لأن المحتوى أصلاً جديد على الطلبة، لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الملحوظات التي قد تساعد الأستاذ مثل "كنت أتمنى أن ندرس كذا لأنها مطلوبة جداً في سوق العمل" أو ما شابه.

تحسين طريقة التدريس أعني بها عدد وطريقة الامتحانات وطريقة تنظيم المحاضرة وهل بها ما يكفي من النقاشات أم أن الأستاذ يتكلم وحده معظم الوقت إلخ.

أما تحسين طريقة التعامل مع الطلبة فقد يكتب عدد من الطلاب أشياء من قبيل "الأستاذ يشعر بالضيق عندما نسأل أسئلة كثيرة" أو "لماذا الأستاذ متجهم طوال الوقت ولا يبتسم أبداً" أو "الأستاذ مهتم بهذا الطالب أكثر من ذاك".

طبعاً إذا جاء تعليق سلبي من طالب واحد فقط فمن الممكن أن تتجاهله ولا تشعر بالضيق منه، لكن إذا تكرر هذا التعليق السلبي من عدة طلاب فهي نقطة مهمة يجب تصحيحها.

وفي النهاية أقول أننا كما نعلم الطلاب نتعلم منهم أيضاً.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved