حضرتك مسلم؟ طب هل القرآن كلام الله؟

حسام السكرى
حسام السكرى

آخر تحديث: السبت 13 مايو 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

ــ على فكرة انتو دايما تسيئوا للإسلاميين. بتشوهوا صورتهم وتقدموهم كأشرار متزمتين، ميعرفوش يتناقشوا أو يتحاوروا. صورة الإسلامى الكشر المتزمت اللى بيصرخ فى الناس موجودة فى أفلام عادل إمام فقط.
ــ صحيح. فيه تنميط شائع.
ــ أنا باحترم حضرتك جدا وخاصة آراءك السياسية. وشايف ان فيه أرضية مشتركة ممكن نطور عليها مساحة اتفاق وتعاون بدل الفرقة والتشرذم.
ــ تحت أمرك
ــ حضرتك مسلم؟
ــ نعم؟
ــ طب بس جاوب. حضرتك مسلم والا لأ؟
ــ وتفرق إيه مش فاهم؟
ــ سؤال عادى. أنا مسلم والحمد لله. حضرتك مسلم والا مش مسلم؟
ــ دى بداية ما تعملش أرضية من أى نوع. لو كل مجموعة عملت حوار مغلق بين أبناء عقيدتها هيبقى عندنا مجموعات مختلفة كل واحدة عاملة حوارها. مرة حوار سنى، ومرة حوار شيعى، ومرة أرثوذكسى.. كده ما بتخلقش اتفاق لكن بتوسع قاعدة الاختلاف على أساس طائفى بين مجموعات كل واحدة فيهم منغلقة على أفكار فى جوهرها نسبى، لكن بالنسبة لكل مجموعة هى أفكار مطلقة وغير قابلة للنقاش. كده بنأسس لحروب طوائف.
ــ مش متفق مع حضرتك وباعتبر كلامك غير موضوعى وغير علمى ويناقض حقائق التاريخ.
ــ ؟!!
ــ طب معلش خلينى اجرب تانى مع حضرتك. انت مؤمن بإن القرآن كلام ربنا؟
ــ إيمانى وإيمانك بنصوص القرآن يكفى لإننا نعبد ربنا مع بعض ونوحده مع بعض لإن ده إيماننا وعقيدتنا. لكن لا يكفى انك تبنى منظومة على أساس المواطنة الكل فيها متساوون بصرف النظر عن عقيدتهم. مفيش مشكلة ان انا وانت وكام مليون معانا يبقوا مؤمنين إن القرآن كلام ربنا، بس لازم نبقى عارفين ان فيه ملايين غيرنا مؤمنين بالإنجيل، وغيرهم بالتوراة، أو حتى بمفاهيم وأفكار تانية. الناس بتبنى على المشترك مش المختلف. المشترك بيننا هو الإنسانية.
ــ مش متفق مع حضرتك وباعتبر كلام حضرتك غير موضوعى وعام جدا ومليان أحكام مسبقة.
ــ خلاص كده؟
ــ طب ممكن حضرتك تساعدنى؟ خدنى على قد عقلى.
ــ والله باحاول لكن مش عارف ازاى.
ــ بص حضرتك. المدخلات الصحيحة لازم هتدينا المخرجات الصحيحة.
ــ ما هو احنا مش متفقين على المدخلات. حضرتك جاهز بالمدخلات والمخرجات قبل ما نتكلم.
ــ أنا ملاحظ إن حضرتك ما بتقبلش النقد. وبتحتكر الحقيقة وبتدعى انك انت بس اللى صح.
ــ كل ده علشان مش متفق معاك؟
ــ للأسف هى دى مشكلتنا مع الليبراليين والعلمانيين. منغلقين على نفسهم ورافضين الآخر وبيشيطنوه، وفى نفس الوقت بيتهموه بكل العيوب اللى بيعانوا منها، وأهمها الجمود الفكرى وعدم الرغبة فى التعاون.
ــ والله نفسى اساعدك. طب اعمل إيه؟
ــ المفروض لما اقول لحضرتك انت مسلم والا لأ؟ تتجاوب معايا بدون تنظير وفذلكة. ترد على طول وتقول مسلم الحمد لله.
ــ وبعدين؟
ــ بعدها على طول أدخل أنا بسؤال: هل أنت مؤمن إن القرآن كلام ربنا؟ هنا معندكش خيارات كتير. هتخاف إنى اكفرك وتوافق. فترد بسرعة وتقول طبعا القرآن كلام الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ساعتها اروح انا لاسعك كام آية واحطك فى خانة اليك واقولك طب إيه رأيك فى الكلام ده؟ اعترض على كلام ربنا لو تقدر.
ــ دى عاملة زى خطة نابليون بتاعة الشطرنج. ده حوار؟
ــ لو عاوز تبقى موضوعى
ــ من غير ما نتكلم عن سياق الآيات، أو وجود آيات أخرى لا تتفق مع تفسيرك؟
ــ عاوز تقول إن القرآن متناقض.
ــ مفيش تناقض لو فهمنا إن كل آية لها سياق موضوعى وتاريخى مختلف.
ــ القرآن نزل لكل زمان ومكان وإنسان، وآياته صالحة لكل موقف.
ــ حتى رغم اختلاف الآيات وتباين معانيها؟
ــ فيه آيات نسخت آيات تانية. ياريت حضرتك تقرا وتتعلم العلم الشرعى على إيد عالم معتبر. لو اتعلمنا ديننا ما كانش ده بقى حالنا. لقد أصاب أمتنا الضعف والوهن وتجرأ علينا الطغاة وتكأكأ علينا الأعداء لأننا تركنا كتاب الله وسنة رسوله. وا أسفاه. صدق رسول الله عندما قال: سيأتى على أمتى زمان.. عارف حضرتك حديث الرويبضة؟
ــ حضرتك لسه عاوزنى فى حاجة؟
ــ آه.. يا ريت حضرتك ما تهربش من المناقشة كل ما تتزنق.. هههههه.
ــ...
ــ طب تسمح لى اسألك سؤال؟
ــ اتفضل
ــ حضرتك مسلم والا لأ؟
ــ يا مثبت العقل والدين يا رب!
ــ طب مؤمن إن القرآن كلام ربنا؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved