حتى لو كانت مباريات بلاستيك..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 13 مايو 2020 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

** قال الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة إن موقف الدورى سوف يحسم خلال مايو الحالى. وأوضح فى تصريحات مع الكابتن أحمد شوبير فى برنامجه على إذاعة أون سبورت إف إم أن نسبة استئناف المسابقة تزيد على خمسين بالمائة، لكن الأمر يرتبط بقرار الحكومة ومجلس الوزراء وفقا للإجراءات الاحترازية التى ستكون ملزمة للأندية، وقال إن الصحة هى أهم معيار الآن لاستئناف أى نشاط جماهيرى.

** وأضيف هنا على كلام وزير الشباب والرياضة جزئية مهمة، وهى أن عودة الأنشطة الإنسانية التى تدب فيها الحياة بالحضور الجماهيرى هى المشكلة الأساسية بسبب فيروس كورونا، ومن تلك الأنشطة تأتى كرة القدم فى المقدمة ثم الرياضة بمختلف ألعابها ومنافستها والمسرح وحفلاته، والحفلات الموسيقية، والدورى المصرى سيكون مشهودا جدا فى حالة عودته كما هو حال الدورى الألمانى الذى ينتظره العالم، فاللعبة نادرة الآن، لكن حذار من أن يعود الدورى المصرى دون إجراءات صارمة ومنضبطة، لأنه لو عاد اللعب على ضفاف الفوضى فإن الرأى العام سيوجه انتقادات قاسية جدا للاتحاد وللوزارة وللحكومة وللدولة لأن نشاط كرة القدم يشاهده ملايين عبر الشاشات.. ولذلك لابد من ضوابط صحية صارمة.. وبرجاء مراجعة تلك القواعد فى البوندسليجا فهى درس لمن يرغب فى عودة نشاط كرة القدم.

** قال كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذى لبايرن ميونخ أن «مليارات» من عشاق كرة القدم فى العالم سوف يتابعون البوندسليجا وسيحظى الدورى باهتمام كبير وهو ما قد يسلط الضوء على البلاد كلها وسط أزمة وباء فيروس كورونا».

** وأنقل تصريحات رومينيج لما جاء فى كلامه عن تسليط الضوء على الأداء العام فى ألمانيا، وهذا ما أعنيه بشأن صرامة القواعد الصحية فى حالة عودة الدورى المصرى، والواقع أنه فى العالم الآن دول تمارس كرة القدم وهى كوريا الجنوبية وبوروندى، وبيلاروسيا، ونيكاراجوا، وتايوان، وطاجيكستان، ودول حسمت موقفها وقررت عودة اللعبة، مثل السويد والنمسا والتشيك وكوستاريكا وغيرها بينما هناك حالة تردد كبيرة فى دول أخرى، مثل إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وكلهم مشتركون فى اللعب بدون جمهور.

** إن الرياضة، هذا النشاط الإنسانى الرائع، يقوم على فكرة المنافسة، والصراع، بين الإنسان وبين الزمن والمسافة والوزن من جهة وبين الإنسان والإنسان من جهة أخرى فى استعراض مشروع للقدرة البشرية، يتابعه بشغف الملايين الذين يرون فى التنافس والصراع حياة ومتعة وبهجة وترويح، وبغياب الجماهير سوف تخفت حدة الصراع، وسوف تختفى دراما الاحتفالات بالأهداف، وسف يلعب اللاعبون وهم يسمعون صوت الصمت بدلا من هتافات وغناء الجماهير التى تبدو مثل هزيم الرعد.. لكن كرة القدم بدون هذا، أفضل من عالم بدون كرة القدم حتى لو عادت فى صورة مباريات من البلاستيك!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved