القومى.. معهد القلب

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 13 يونيو 2015 - 8:50 ص بتوقيت القاهرة

لم يكن مثيرا للدهشة أن يقترن اسم معهد القلب منذ نشأته بصفة القومى، فبعد خمسين عاما من الجهد المتصل تستقبل عياداته الخارجية اليوم ما لا يقل عن ألف مريض يوميا يأتون إليه من بحرى وقبلى، دلتا وصعيد ومحافظات نائية فما بالك بمرضى العاصمة؟!.

ألف مريض بين مريض جديد أو متردد للكشف عليه ومتابعة حالته أو لاستلام دواء شهرى أو إجراء قسطرة تشخيصية أو علاجية أو إجراء أى من الفحوص الطبية لتشخيص حالته ومنها رسم القلب أو الأشعة أو المسح الذرى أو الأشعة المقطعية. معهد القلب هو المؤسسة الطبية الوحيدة التى تضم كل ما يتعلق بتشخيص وعلاج ومتابعة مريض القلب، فهل لنا أن نتصور أى جهد يبذل فى هذا المكان وأى ميزانية يحتاج؟

رغم انحسار الموارد والميزانية المتواضعة التى ترصدها الدولة لمعهد القلب ظل يؤدى مهمته ويواصل جهده معتمدا على موارد صندوق الخدمات وتبرعات أهل الخير التى جاءت دائما تفوق ميزانيته.

فجأة أصبح معهد القلب حديث الإعلام المصرى بكل مؤسساته وانهالت عليه صواعق الضوء وسيول الأحاديث التليفزيونية والصحفية فقد حدث أن فاجأه بالزيارة السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الصحة فى جولة مفاجئة لم يعلم بها مسبقا إلا مراسلو الصحف والقنوات الفضائية ومصوروهم!!

خرجت الصحف بمانشيتات تفنن صانعوها فى ألوان الإثارة وجرى شريط الأخبار فى كل قنوات التليفزيون يروى وقائع اغتيال مكان مازال حتى الآن يعمل لخدمة المواطن المصرى بقدرة قادر!

أنا لا أنفى على الإطلاق أن بمعهد القلب مظاهر فساد وأن المتستر على الفساد فاسد وأن العقاب وارد وواجب ولكن أتحدى أن يذكر لى أحد اسم مكان خدمى أو مؤسسة فى بر مصر لم يطالها الفساد. لا يعنى هذا أننى أقبل بالفساد لكن ما حدث جاءت عواقبه وخيمة على الجميع دون استثناء وأول من سيعانى منها إلى أمد طويل هو كيان معهد القلب ذاته ومريضه.

فى معهد القلب نماذج نادرة من الأطباء والعاملين يشهد لهم المرضى وتشير إليهم أعمال لا تخطئها عين وإن أغفلتها تماما الحملة الإعلامية الإعلانية التى داهمته هذا الأسبوع.

تبرعات المواطنين تعكس ثقة فى أداء المعهد وشعورا بالعرفان متبادلا بين المواطن والعاملين بالمعهد. مبنى الاستقبال أعاد بناءه مواطن محترم تكفل بتطويره بتكلفة ٦ ملايين جنيه دفعها راضيا.

غرفة رعاية الأطفال المركزة دفعت مؤسسة ليلة القدر مليونا من الجنيهات لتجهيزها بمعاونة وإشراف طبيبة من المعهد. الأمثلة عديدة لا يتسع المكان لها وإن كانت قائمة لمن يرغب فى التأكد منها.

لا يقف عاقل أو مؤمن برسالته فى وجه تطوير معهد القلب إنما التطوير منظومة لها رؤية مرجعيتها العلم ولهذا حديث آخر.

الفساد الذى يجب أن تبدأ مواجهته بحزم الآن هو فساد الإعلام الذى أصبح مضمون قوله حق يراد بها باطل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved