المايسترو بدون ادعاء أو إخفاء
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 13 أغسطس 2015 - 9:20 ص
بتوقيت القاهرة
•• أغسطس عام 1963، أجرت الاستاذة حسن شاة المحررة فى مجلة آخر ساعة فى ذاك الوقت حوارا مع الكابتن صالح سليم، نجم نجوم زمنه. الحوار نشرته صحيفة الأخبار، فى اجترار لجواهر المهنة. وجرى الحوار على شاطىء المنتزة، وبدأته المحررة حسن شاة بأنها لاتفهم فى كرة القدم ولاتتابعها، ولاتعرف عنها شيئا. وأبدت تعجبها من حالات الفرح الشديد والحزن الشديد التى تنتاب عشاق اللعبة فى حالات الفوز والهزيمة. وضحك صالح سليم لذلك..
•• الحوار يعكس صدق الصحافة فى وقتها. وكيف أن صحافة الماضى واكبت عصرها، وربما سبقت حاضرنا. فكانت البساطة والتلقائية والموهبة وبراعة السؤال ومتعة الإجابة من أهم أسرارها.. تحدثت الأستاذة حسن شاة مع صالح سليم عن اللعبة وعن اللاعبين، وعن الهواية وعن الاحتراف. وقال المايسترو إنه يتعجب من هؤلاء الذين يرفضون تطبيق الاحتراف فى كرة القدم بمصر، فكل عمل هو احتراف. المطرب.. الرسام. الصحفى.. فلماذا لايحترف لاعب الكرة. وكان ذلك فى عام 1963.. (لم يطبق الاحتراف فى مصر سوى فى عام 1990.. يبدو أن التثاؤب سمة.. )
•• كان خالد ( 7 سنوات ) وهشام ( 5 سنوات ) يلعبان الكرة على الشاطىء مع صديق لهما كما قالت حسن شاة، فسألت المايسترو: « هل تحب أن يكون أحدهما أو كلاهما نجما من نجوم الكرة مثلك؟ « قال: لا.. سألته لماذا؟ قال أفضل أن يكونا أبطالا فى لعبة فردية لاجماعية وذلك حتى لايشاركهما أحد فى نجاحهما أو فشلهما..
•• سألت حسن شاة الكابتن صالح سليم: « يطلقون عليك لقب المايسترو.. ألست ترى أن من المبالغة تشبيه لعبة كرة القدم بالموسيقى؟ ».. قال: « أنا أرى أن الموسيقى هى التى تشبه كرة القدم ».. وسألت حسن شاة المايسترو: « صحيح بماذا تستطيع أن تشبه لى كرة القدم » ؟ قال : « أنا لا اشبهها بأى شىء.. وإنما أنا أشبه الأشياء الأخرى بها »..
•• وسألت حسن شاة المايسترو: « بأى شىء تعتز أكثر.. وجهك وهو وجه سينمائى 100% أم قدمك التى جلبت لك الشهرة فى دينيا الكرة؟
قال الكابتن صالح سليم: « أنا أعتز بعقلى. فلولاه ماكان لوجهى أو لقدمى أى فائدة.
•• فى الحوار أسئلة كثيرة أخرى من تلك التى يحب جمهور النجم أن يعرف كيف يجيب عنها، ومن ذلك ماهى هواياتك التى تحبها؟ فيقول الإسكواش والصيد والسباحة ولكننى أمارسها بلاحب. ويكون السؤال التالى: « ماهى الأشياء التى لاتحبها :» قال : أن أحلق شعرى.. أن أكتب خطابا. أن أعمل بروفة بدلة.. أن أقرأ الروايات الطويلة.. أن أشاهد فيلما استعراضيا »..
•• أسئلة بسيطة. وإجابات بسيطة.. لكنه حوار صادق. فلازيف ولاتكلف، ولا اصطناع، ولا ادعاء. ولا إخفاء.. ولاشك أن حسن شاة أستاذة صحفية موهوبة. وأن صالح سليم رحمه الله كان إنسانا مثقفا واسع المدارك.. ولكن أعيدوا طرح هذه الأسئلة البسيطة على نجوم هذا الزمن.. وسترون إجابات فيها العجب، كأن النجم أينشتين، أو مخترعا، أو زعيما، أو مفكرا.. وهو فى حقيقة الأمر لاشىء من ذلك إطلاقا.. ؟!