إيران جاهزة لمهاجمة إسرائيل
نافذة
آخر تحديث:
السبت 13 أغسطس 2016 - 9:55 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة هافنجتون بوست مقالا للعالم السياسى الأمريكى –ماجد رافيزاديه، يتحدث فيه عن تزايد الصراع بين إيران وإسرائيل؛ خاصة بعد تصريحات مسئولين حكوميين إيرانيين عن قوة إيران وقدراتها، وتهديدهم بالهجوم على إسرائيل فى حالة اتخاذها أى خطوات غير مقبولة.
يبدأ ماجد المقال بتصريح نائب القائد العام لقوات الحرس الثورى «حسين سلامى» بأن حزب الله يمتلك الآن 100 ألف قذيفة جاهزة لضرب إسرائيل من أجل تحرير الأراضى الفلسطينية، وذلك إذا كرر النظام الصهيونى أخطاءه. وأضاف أن الأسباب الداعية لضرب وتدمير النظام الصهيونى اليوم أكثر من أى وقت مضى. وهدد أنه فى حالة اتخاذ إسرائيل أى خطوة خاطئة فسوف يتم مهاجمتها». كما صرح مستشار بارز بالحرس الثورى، «أحمد كاريمبور»، أن ايران يمكن أن تدمر إسرائيل «فى أقل من ثمانى دقائق؛ اذا أمر القائد الأعلى على الخامنئى بذلك».
ثم تناول الكاتب القدرات العسكرية الإيرانية، فيقول إن هناك أسبابا عدة تدعو إيران لتكرار تصريحاتها المناهضة لإسرائيل، ويبدو أن ذلك نوع من الحرب النفسية خاصة أن إيران لا يمكنها صراع إسرائيل حاليا بشكل مباشر. فعلى الرغم من كون إيران أكبر من ناحية المساحة والسكان، إلا أن قدرتها العسكرية أدنى. حتى من ناحية القدرات الصاروخية، التى يشير إليها المسئولون الإيرانيون، فإن إسرائيل تفوقها فى النطاق والعدد. وما يغير توازن القوة بين الدولتين هو قدرة إسرائيل النووية؛ حيث إن لديها نحو 200 رأس نووية يمكن أن تستخدمها مع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات؛ بالإضافة للغواصات المسلحة نوويا.
وبالتالى يرى الكاتب أن سياسة إيران تجاه إسرائيل لن تتمثل فى الهجوم، لأن ذلك سيكون انتحارا للمؤسسة السياسية الحاكمة، والتى تهدف فى الأساس للبقاء فى السلطة، وبالتالى سيكون أكثر فعالية وتأثيرا أن تحارب إسرائيل من خلال حزب الله الشيعى.
أما عن استمرار طهران فى الافتخار والتباهى بقدرات الحرس الثورى، فذلك من أجل تأجيج المشاعر القومية لدى الشعب، لأن القادة الإيرانيين يعرفون جيدا أن أغلبية الإيرانيين غير راضين عن المؤسسة السياسية والمتشددين. رغم ذلك صرح «كاظم» وهو طالب دكتوراه فى الصحة العامة، أنه يريد أن يغير النظام فى ايران، ولكن اهتمامه ينصب أولا على أن تكون إيران قوية بغض النظر عن الحكومة التى تحكمها ــ وحتى إذا كان المتشددون الحاليون فالأهم أن تكون أقوى من أى دولة فى المنطقة بما فيها إسرائيل. فلابد أن تكون ايران أكبر قوة فى المنطقة عسكريا وتكنولوجيا واقتصاديا كما كانت تحت حكم الشاه وآلاف السنوات من الإمبراطورية الفارسية.
تلك المحاولات إن دلت على شىء فهى تدل على الرغبة فى الإبقاء على الموازنة المخصصة للحرس الثورى من خلال إظهاره على أنه لا غنى عنه وأنه لابد من أن يكون لدى إيران قوة لحماية الإيرانيين. وهذه الطريقة كانت ناجحة، كما بدا فى الاستطلاعات؛ حيث ظهر أن العديد من الإيرانيين حتى المعارضين للمؤسسة السياسية مازالوا يفضلون أن تبقى دولتهم قوة نووية أو أن تكون أقوى من أى دولة فى المنطقة.
ويختتم ماجد المقال بأن الخامنئى وكبار كوادر الحرس الثورى يستغلون المشاعر الإيرانية والقومية للإيرانيين لكسب أصواتهم من خلال اظهار أهمية الحرس الثورى على أنه قوة لازمة لحمايتهم. فهم يعتمدون على قاعدتهم المتشددة من خلال إظهار التزامهم بمبادئ ثورة 1979 «كمعارضة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ويبعثون للشعب رسالة مفادها أن الاتفاقية النووية لا تعنى أن إيران تجرى تغييرات جذرية فى سياستها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية».