جيفرى آدامز.. تفاؤل ينتظر التحقق

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الثلاثاء 13 أغسطس 2019 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

إذا صحت التوقعات المتفائلة والإشارات الصادرة من لندن، فإن العلاقات المصرية البريطانية مرشحة لتجاوز «كبوة السنوات السبع العجاف الماضية» نحو آفاق جديدة.
ما سمعته من كثيرين بالقاهرة ولندن، يشير إلى توقع حدوث انفراجة، لكن نتمنى تحققها على أرض الواقع.
من يعرف السفير البريطانى الجديد فى القاهرة جيفرى آدامز يقول إنه مختلف تماما وليس حالما أو مولعا بالسوشيال ميديا، مثل غيره.
اليوم الصورة تبدو مختلفة تماما. السفير الجديد، يفضل أن يتأنى فى كل كلماته وتصريحاته وأحاديثه، وأن تسبق الأفعال الأقوال.
كان السفير الجديد موفقا جدا حينما اعتذر لوزير الطيران الفريق يونس المصرى عن قرار الخطوط البريطانية تعليق رحلاتها للقاهرة لمدة أسبوع.
السفير الجديد يعترف بوجود مشاكل، لكنه يقول إن دوره هو تعزيز علاقات البلدين فى جميع المجالات.
فى تقديره أن الإيجابيات فى علاقات البلدين أكثر كثيرا من السلبيات. هو يقول مثلا: قبل أيام تم توقيع عقد شركة بومبارديه وهو عقد استراتيجى للنقل بين العاصمة الإدارية وأكتوبر. وقبلها كان هناك حديث مع وزيرة الاستثمار د. سحر نصر عن فرص للتعاون المشترك. والشركة البريطانية بريتش بتروليم هى الشريك الرئيسى لوزارة البترول، واستثماراتها فى مصر أكبر من أى دولة أخرى فى العالم ويديرها بكفاءة فى القاهرة المهندس هشام مكاوى.
ونتعاون مع وزارة الصحة فى مشروع التأمين الصحى، وتعليميا هناك احتفال قريب بافتتاح فروع لجامعات بريطانيا بمصر.
وما لا يعرفه كثيرون أنه رغم توقف السياحة البريطانية لشرم الشيخ، فإن عدد السائحين البريطانيين زاد كثيرا ووصل إلى نصف مليون سائح يأتون فى ٣٥ رحلة مباشرة إلى الغردقة كل أسبوع.
من النواحى الإيجابية أيضا قيام رئيس الوزراء البريطانى الجديد بوريس جونسون بمهاتفة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمجرد توليه المنصب، واتفاق الزعيمين على اللقاء فى قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى خلال أيام. وفى تقدير السفير فإن جونسون الذى كان آخر وزير خارجية بريطانى زار مصر عام ٢٠١٧، لديه فكر عملى وبناء وواقعى ويؤمن بوجود علاقات قوية مع مصر.
يكرر السفير آدامز أن دوره هو الاستماع والفهم، حتى يمكنه تشخيص الأمر جيدا. ورؤية أفضل الطرق لحل المشكلات الموجودة. هو يرى وجود نوايا طيبة الآن لدى البلدين، ولا ينكر فى نفس الوقت وجود «خيبة أمل» لدى كثير من المصريين بعدما حدث فى السنوات الماضية.
واقعية السفير لا تجعله يغرق فى الأحلام، بل يقول: «نحن فى بداية الطريق، ومن المهم إزالة كل المعوقات، فالحديث بتواضع قد يمثل حلا لجزء من المشكلة، والمشكلات لن يتم حلها مرة واحدة. لكن المهم السعى وراء كل الفرص المتاحة وأن تكون الأجندة إيجابية. وأن يؤمن الجميع بأن رقصة التانجو تحتاج شخصين وليس شخصا واحدا. ومن جهتى أكن كل حب وتقدير واحترام للمصريين».
بعض المسئولين البريطانيين يقولون إن الرأى العام المصرى لا يصدق أن قرار تعليق رحلات الخطوط البريطانية قبل أسبوعين، لم يكن قرار الحكومة، بل قرار الشركة، لكن هم يقولون إن الطريقة التى تم بها إعلان القرار كانت خاطئة، ولم يتم التمهيد لها.
ومثل هذه الطريقة، هى التى تجعل المصريين ربما يصدقون وجود نظرية مؤامرة فى علاقات البلدين. ورغم وجود أشياء ومعاملات إيجابية كثيرة بين البلدين كل يوم، إلا أن عدم الثقة فى بعض الجوانب، كما حدث فى موضوع تعليق الرحلات لشرم الشيخ ٢٠١٥، أو لمدة أسبوع أخيرا، يعطى الانطباع الخاطئ بوجود مشاكل كبيرة فى علاقات البلدين.
استمعت إلى السفير البريطانى وهو يتحدث بكل حب وتقدير واحترام عن مصر والمصريين والحضارة المصرية، علاقته بمصر قديمة فوالده كان سفيرا فى مصر.
هو يرى ضرورة وجود تعاون بين البلدين فى كل المجالات، خصوصا مكافحة الإرهاب، وأن يتم إزالة كل المعوقات فى علاقات البلدين، وأن يصدق المصريون أن بريطانيا لا يمكن أن تتآمر ضد بلدهم.
حينما قابلت السفير واستمعت إليه قبل أسبوع، شعرت بوجود فرصة لبداية جديدة فى علاقات البلدين، لكن أؤمن أنه فى عالم السياسة، فإن التغيرات المفاجئة صعبة جدا وبالتالى فنحن فى انتظار رؤية هذه التمنيات الطيبة تتحقق على الأرض، ونتمنى رؤية خطوات بناء ثقة من جانب لندن، تجعل المصريين يغيرون نظرتهم السلبية الناتجة عن السنوات العجاف منذ عام ٢٠١٣، بل ربما منذ ٢٠١١.
كل التوفيق للسفير جيفرى آدامز فى مهمته، لإعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved