من سيفوز إذا طالبت الصين والولايات المتحدة بنفس الموقع لبناء قاعدة على سطح القمر؟

قضايا عسكرية
قضايا عسكرية

آخر تحديث: الجمعة 13 أغسطس 2021 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Defense One مقالا للكاتبة تارا كوب، تحدثت فيه عن الصراع المحتمل بين أمريكا والصين لإقامة قاعدة على سطح القمر، وذلك فى ظل عدم وجود سياسة عامة تحكم التعامل فى الفضاء، وفى ظل عدم اعتراف الطرفين بالقواعد المقترحة من قبل بعضهما البعض لتنظيم تواجدهما هناك.. نعرض منه ما يلى.
هناك سباق غير هادئ، حول العودة إلى سطح القمر، بين الفصيلين الأكبر، الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة وشركائها من جهة أخرى. نشأ هذا التوتر بسبب أنهم لا يعترفون بالقواعد المقترحة من قبل بعضهم البعض بشأن ما هو مسموح به بمجرد وصولهم إلى هناك.
الآن، يهتم المشرعون والمشرعات ومحللو ومحللات سياسة الفضاء بكيفية تجنب الصراع فى الفضاء فى الوقت الذى نجد فيه القوانين والأعراف الدولية على سطح الأرض غير متبعة أو غير مطبقة!؟. كما أن العديد من الأحكام المنظمة للوجود العسكرى على سطح الأرض غير قابلة للتطبيق فى الفضاء.
رئيس قيادة الفضاء الأمريكية الجنرال جيمس ديكنسون قال للحاضرين والحاضرات فى مؤتمر الفضاء الجوى البحرى الأسبوع الماضى: «هناك بالفعل بعض الانتقادات الدولية العدوانية بشأن قواعد تخص الأقمار الصناعية. بمعنى أنه لا يوجد إجماع حتى الآن على كيفية الرد على العدوان الواقع فى مدار الأرض».
واستكمل ديكنسون: «قد يتفاجأ الفرد من سلوك بعض خصومنا فى الفضاء، فمن المحتمل أن يتم اعتبارها استفزازية أو عدوانية أو ربما غير مسئولة. وردا على ذلك، ستتخذ حكومة الولايات المتحدة إجراءات مقابلة باستخدام جميع أدوات القوة الوطنية، أو توقيع عقوبة أو شىء ما للإشارة إلى أننا لن نتسامح مع هذا النوع من السلوك، لكننا لم نصل بعد إلى سياسة عامة للفضاء تطبق على دولة أو رابطة من الدول».
***
فى عام 1967، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة معاهدة بشأن استخدام الفضاء الخارجى. نصت المعاهدة على التعاون وحظرت الأسلحة النووية والمناورات العسكرية والمنشآت العسكرية خارج الكوكب. كما طالبت المعاهدة الدول بإجراء «مشاورات دولية مناسبة» قبل اتخاذ أى خطوات من شأنها «إحداث تداخل ضار محتمل» مع برامج الفضاء الأخرى، وتسمح للدول «بطلب التشاور» إذا كانت تعتقد أن مثل هذا التداخل محتمل.
والجدير بالذكر أن ملحق المعاهدة الذى يحظر النشاط العسكرى على القمر لم يتم التصديق عليه من قبل روسيا والصين والولايات المتحدة. ومن المحتمل أن تستهل الشراكات، التى تقودها كل من الصين وروسيا والولايات المتحدة، قواعدها القمرية دون أى نوع من الاتفاق بينها.
***
فى يونيو الماضى، أعلنت وكالة الفضاء الوطنية الصينية وشركة روسكوزموس الروسية أنهما سيبدآن مسح مواقع لإنشاء محطة أبحاث القمر الدولية الخاصة بهما هذا العام، واختيار موقع بحلول عام 2025.
وفى عام 2020، حددت وكالة ناسا، جنبًا إلى جنب مع شركاء الولايات المتحدة بموجب اتفاقيات أرتميس، حددت الوكالة إنشاء مشروع معسكر قاعدة أرتميس على سطح القمر.
لكن بليدين بوين، الأستاذ فى جامعة ليستر، قال إنه قد يكون هناك عدد قليل فقط من المواقع على سطح القمر يسمح، من الناحية الاقتصادية، ببناء قاعدة. وأضاف بوين: «الجليد المائى، على سبيل المثال، قد يكون موجودا فى جيوب محدودة، مما يجعل المناطق المحيطة بهذه الجيوب أكثر جاذبية من غيرها».
إذن ماذا سيحدث الآن إذا قرر الفصيلان الأكبر، المتصارعان على إقامة قاعدة فى الفضاء، اختيار نفس المنطقة كأفضل بقعة لبدء عملياتهم على سطح القمر؟
أليكس جيلبرت، الباحث وطالب الدكتوراه فى موارد الفضاء فى معهد باين فى مدرسة كولورادو بالولايات المتحدة، قال: «إذا كان هناك موقف من هذا القبيل، حيث يحاول شخصان القيام بشيء ما فى نفس المكان بالضبط، فالأمر ينطوى فى الأساس على من يصل إلى هناك أولا. وإذا لم يكن الأول، فإن البديل الوحيد هو إزالة الشخص الثانى القاطن بالقوة».
دول أرتميس، من جانبها، أيدت فكرة «مناطق الأمان» على سطح القمر، تقوم هذه الفكرة على إمكانية طلب الاتصال بين عمليتين فضائيتين تريدان العمل فى نفس المنطقة.
لكن جيلبرت قال: «إن هناك خطرا بالفعل أساسه أن تلك المناطق قد تُستخدم بدلا من ذلك كوسيلة لإبعاد المواقع عن المنافسين».
***
حتى الآن، يركز برنامج الدفاع الفضائى الأمريكى بشكل كبير حول الأجسام التى تدور حول الأرض. لكن تغير ذلك هذا العام عندما تم تكليف قيادة الفضاء الأمريكية بحماية الأصول الأمريكية التى تصل إلى 272 ألف ميل وهو ما يسمى «الفضاء cislunar» الذى يمتد قليلا إلى ما وراء مدار القمر.
كما أن النائب فرانك لوكاس، جمهورى عن ولاية أوكلاهوما وعضو منتدب فى لجنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا، قال: لدينا بعض الركب للحاق به بعد هبوط مركبة الفضاء الصينية Chang'eــ4 عام 2019 على جانب بعيد من القمر. لكن مع كل الفوضى فى العالم، وكوفيدــ19، وكل هذه الأوضاع التى نعمل فيها، فقدنا فرصة اللحاق بالصين.
فى الواقع، هذه العمليات القمرية بعيدة المدى تعنى أن الصين طورت التكنولوجيا للعمل والتواصل مع مركبة الفضاء Chang'eــ4 التى هبطت بعيدًا عن مجال الرؤية، حتى إن الولايات المتحدة تقريبًا غير قادرة على رؤية ما تفعله الصين هناك.
العديد من الخبراء يقولون أيضا إن ما أنجزته الصين على سطح القمر يسمح لها بتحقيق مساعٍ علمية أو عسكرية أو غيرها من المساعى دون ملاحظة أو مراقبة. لذلك الولايات المتحدة بحاجة إلى تسريع جهود المراقبة، مثل نظام دوريات الطرق السريعة Cislunar، أو CHPS، الذى يتم تطويره بواسطة مختبر أبحاث فى القوات الجوية. وفى المستقبل، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأصول الدفاعية والهجومية الأخرى لضمان الاستخدام الحر والسلمى فى الفضاء.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved