الفخ

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 13 سبتمبر 2012 - 8:05 ص بتوقيت القاهرة

لا أظن أن من يقفون وراء الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم) يريدون شيئا أكثر من استفزاز بعض الإسلاميين لكى يندفعوا إلى تصرفات لن تضر إلا بالمسلمين. وقد حقق دعاة الفتنة من أقباط المهجر والمتطرفين من المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين فى نجاح جزئى عندما اندفع مئات الشباب فى مصر إلى الاعتداء على السفارة الأمريكية فى القاهرة وإنزال العلم الأمريكى ورفع ما سموه علم التوحيد مكانه، وكذلك عندما اندفع الشباب فى ليبيا ليحرقوا القنصلية الأمريكية فى بنغازى بليبيا ليسقط أحد الأمريكيين قتلى.

 

إن هذا الفيلم ليس سوى فخ تم نصبه للإسلاميين الذين يحققون صعودا سياسيا سريعا فى دول الربيع العربى لكى يندفعوا إلى معاداة الغرب وربما اندفع بعضهم إلى الاعتداء على الكنائس أو المسيحيين فى بلادهم فتشتعل الفتنة الكبرى فى الدول الإسلامية.

 

وحسنا فعلت الكنائس المسيحية فى مصر عندما أعلنت رفضها هذا الفيلم وللقائمين عليه شكلا وموضوعا. وكذلك فعلت 120 منظمة قبطية فى الخارج أصدرت بيانا نددت فيه بالفيلم وقدمت طلبا رسميا إلى السلطات الأمريكية لمنع عرضه.

 

يجب ألا نسقط جميعا فى هذا الفخ الذى نصبه تحالف صهيونى إنجيلى قبطى متطرف لكى يشعل الفتنة فى المجتمعات الإسلامية.

 

إن الاعتداء على السفارة الأمريكية فى القاهرة والقنصلية فى بنغازى يسىء للإسلام والمسلمين أكثر مما يسىء إليهم هذا الفيلم لأن ديننا الحنيف يقول «ولا تزر وازرة وزر أخرى» (صدق الله العظيم) ولذلك لا يجوز لنا أن نعتدى على أشخاص جاءوا إلى بلاد المسلمين بموجب عهد ومعاهدة مع حكومات هذه البلاد مهما كانت المبررات.

 

فإذا كان القانون الدولى أعطى للسفارات والبعثات الدبلوماسية الحصانة فإن الشريعة الإسلامية أعطت الأجانب فى بلاد المسلمين حصانة أكبر ماداموا موجودين فيها بطريقة مشروعة لأن لهم «فى رقبة المسلمين ذمة وعهدا».

 

فإذا ما تجاهل بعض المواطنين هذه القواعد أو جهلوا بها كان على الدولة المصرية أن تفرض على هؤلاء احترام السفارات الأجنبية لأن ذلك جزء أصيل من واجبات الدولة ليس فقط حفاظا على علاقاتها بالدول الأجنبية وإنما أيضا من أجل تأكيد هيبة القانون وسيادته على الجميع وتأكيد قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الجميع.

 

فمن غير المقبول أن تتحرك مؤسسة الرئاسة فى كل اتجاه من أجل إقناع دول العالم باستقرار الأوضاع فى مصر واستعدادها لاستقبال الاستثمارات والسائحين ثم تظهر الدولة عاجزة عن حماية مقر سفارة أجنبية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved