فى مسألة الأفلام المسيئة للنبى

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الخميس 13 سبتمبر 2012 - 9:00 ص بتوقيت القاهرة

لم تكن المرة الأولى التى ينتج فيها فيلم تسجيلى أو عمل تليفزيونى يسىء لنبى الهدى محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولكنها هذه المرة هى أخطر المحاولات.


ولم تكن هى المرة الأولى التى يظهر فيها رد الفعل الغاضب بهذه الصورة، وهى ايضا أقسى صور الانفعالات والاعتراض والرفض والاحتجاج، فالحالة الاجتماعية لشعوب المسلمين ــ ليس فقط فى مصر - وفى معظم العالم العربى ــ أصبحت حالة قلقة ومهزوزة، وفى كل الاحوال والاحداث والوقائع تقف بين الشك واليقين، وبدون شك هناك من يعبثون بمشاعر هذه الأمة، وهم يدركون عن عمد أن مثل هذه الأفلام وخاصة التى تنتج فى الولايات المتحدة الأمريكية وتلعب على وتر الفتنة الطائفية ستصيب أحاسيس الجميع فى مقتل، وفى كل مرة يطغى صوت العقل وتهدأ الأمور وتفشل تلك المحاولات، ولكن شريط الاساءة لرمز الإسلام الاول لن يتوقف وتأتى ردود أفعال العمل الاخير كبيرة لأن المحتجين كانوا يمثلون معظم الطوائف والتيارات سياسيين وسلفيين وناشطين من الشباب واقباط مسئولين وجماهير، وهى الصورة التى بدت واضحة أمام السفارة الأمريكية.


ولكن أرى أن وسائل الاحتجاج والرفض والشجب يجب أن تتخطى حدود البيانات وكلمات الرفض والتظاهرات والاعتصامات والمسيرات المألوفة.. نعم هذا حق فى مثل هذا الحدث الكبير، لكن علينا أن نرد بوسائل مشابهة، بأعمال سينمائية وتليفزيونية تؤكد بين مشاهدها وحواراتها حقيقة المسلمين والإسلام وسماحة عقيدته، وفكره وروحه وهدفه واصوله واسسه واساساته التى تجرفت سواء بفعل فاعل أو بحسن نية.. فتأثير العمل الإبداعى من صوت وصورة وأداء أكثر إقناعا وأكثر اختراقا للمشاعر والاحاسيس.. علينا أن نخاطب العالم فى مشاعره وأحاسيسه.. علينا أن نجذب عقله لفكر الإسلام الحقيقى ورسالة نبيه الرسول الكريم.. علينا أن ننير لهم الطريق حتى لا يقعوا فريسة لمحاولات فنية خبيثة لم ولن تترك شعوبنا فى حالها، فقد حان الوقت لمبدعينا وفنانينا ومنتجينا أن يفكروا فى طرح نماذج لأعمال يراها العالم.. وهذا هو أفضل رد. خالد محمود


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved