الانتفاضة قائمة شئتم أم أبيتم

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 - 7:40 ص بتوقيت القاهرة

المستوطنون اليهود هم صاعق التفجير لانتفاضة الضفة الغربية، إنهم يستفزون الشباب الفلسطينى على مدى اللحظة، ويستنفرون فيهم حميتهم الوطنية، ليصاب بالشذوذ السياسى كل فلسطينى لا يغضب، ويصاب بالبلاهة السياسية كل فلسطينى يدعو بحسن نية إلى التهدئة، ويصاب بوطنيته المشروخة كل سياسى فلسطينى يدعى الحرص على الوطن، فيدعو إلى عدم الانجرار إلى المخطط الصهيونى، الذى يهدف إلى فكل العزلة الدولية عن إسرائيل.
إن وجود المستوطنين اليهود على أرض الضفة الغربية هو الأصل فى المعاناة، وهم أداة التفجير، وكل دعوة للتهدئة دون معالجة أصل المعاناة هى دعوة باطلة. والمعالجة هنا لا تأتى من خلال المناشدة الدولية بوقف الاستيطان، ولا تأتى من خلال اشتراط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات، المعالجة تأتى من خلال قلقة أمن المستوطنين، والتنغيص على مستقبلهم المتأنق فوق أرض الضفة الغربية، ولا يتم ذلك إلا من خلال المواجهات اليومية بكل أشكالها، وهذا ما جاء فى البيان الصادر عن القوى الوطنية والإسلامية فى مدينة رام الله.
إن وجود المستوطنين على أرض الضفة الغربية حقيقة قائمة تجعل كل نداء يصدر عن القيادة الفلسطينية بعدم التصعيد بمثابة صرخة فى البرارى السياسية، لا صدى لها فى قلوب وعقول الشباب الفلسطينى، لأن كرامتهم الوطنية، وحقوقهم السياسية مهانة تحت حراب المستوطنون اليهود الذين زاد عددهم فى السنوات العشر الأخيرة من 180 ألف مستوطن إلى أكثر من 700 ألف مستوطن، وفق آخر الاحصائيات الرسمية، وهؤلاء الصهاينة، وهم رأس الحربة فى المواجهة الميدانية، إذ لا يمكن إغماض العين عن وجودهم، بعد أن مكنتهم اتفاقية أوسلو من السيطرة على 62% من أراضى الضفة الغربية.
ثورة الغضب الفلسطينية التى تعبئ شوارع وحارات الضفة الغربية ستتواصل وتتصاعد رغم أنف الجميع، وتجىء تحت عنوان الحرية للإنسان الذى كبلته الاتفاقيات المهانة، والحرية للأرض التى اسهمت الاتفاقيات نفسها فى تسربها من يد صاحبها الفلسطينى إلى يد مغتصبها اليهودى، لذلك فإن ثورة الغضب الفلسطينية الراهنة ستكون أقسى وأشد من انتفاضة الحجارة ومن انتفاضة الأقصى، وستعالج أخطاء الانتفاضتين السابقتين، ولن تسمح لأصحاب التجارب المهيضة باعتلاء صهوتها، كما حدث سابقا، وخير دليل على ذلك هو التعارض بين البيان الصادر عن الرئاسة الفلسطينية، التى طالبت بالتهدئة، والبيان الصادر عن القوى الوطنية والإسلامية الذى طالب بالتصعيد، والانطلاق بالمظاهرات من أمام مخيم قلنديا يوم الثلاثاء.
لقد استجابت الجماهير الفلسطينية بقضها وقضيضها لنداء القيادة الوطنية والإسلامية، وخرجت فى مسيرات ومواجهات جابت كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، فى رسالة ميدانية لها مدلولها السياسى، ولها تداعياتها القيادية.
يهدد قادة الصهاينة باقتحام مدن الضفة الغربية، والقيام بعملية السور الواقى رقم 2، وهذا تهديد أجوف وفارغ المضمنون.لماذا؟ لأن عملية السور الواقى رقم 1 لم تنته بعد، إنها قائمة منذ سنة 2002 حتى يومنا هذا، وقد ظلت قائمة حين كان أبو عمار محاصرا فى المقاطعة حتى سنة 2004، وظلت قائمة مع وجود 600 حاجز صهيونى بين مدن الضفة الغربية حتى وقت قريب، وهى قائمة من خلال محاصرة الجيش الإسرائيلى للمستشفى العربى نابلس قبل يومين، واقتحامه بقوة السلاح، واعتقال جريح فلسطينى تحت سمع وبصر ومراقبة وصمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
فلماذا يحاول بعض قادتنا التاريخيين إخافتنا من عملية السور الواقى رقم 2؟


رأى اليوم ــ لندن
فايز أبوشمالة

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved