معهد القلب القومى .. المستحيل ممكن

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 13 ديسمبر 2014 - 8:15 ص بتوقيت القاهرة

أشارك زملاء مهنتى تلك الهموم التى تفرضها مشاكل مزمنة تحول دون أداء رسالتنا وتجعل من الخدمة الطبية على الوجه الأكمل مهمة مستحيلة.

أعداد المرضى الهائلة وتعدد مشكلاتهم الطبية واختلاف ما يحتاجونه من أنواع الرعاية الطبية بين تقنيات الجراحة وعلاجات الأمراض الباطنية هى مشكلة معهد القلب القومى اليومية التى يعيش وقائعها أطباؤه وممرضاته وفنييه وعماله.

إن كنت أتحدث اليوم عن معهد القلب القومى فلأننى أعمل به وأدين بالولاء له وأتفرغ حاليا مع زملائى لمحاولة دعمه بكل ما أملك من رغبة صادقة وقدرة على العمل الجاد ليؤدى رسالته فى خدمة مرضى القلب. لكنى لا أتردد فى أن أمد يدا قوية مفتوحة لأى زميل أو زميلة لديه الرغبة فى العمل على رفع مستوى الخدمة الطبية فى مكانه بغرض خدمة المريض فى المقام الأول.

نعم.. أظن أن فى تلك الظروف العصيبة التى يمر بها هذا الوطن الذى خاض جميع أنواع الاختبارات الصعبة ومازال يقاوم محاولات تشويه هويته.. أظن أن المستحيل ممكن.

انتهينا من مشروع قد يبدو صغيرا مقارنة بما نحلم به: مشروع لتجهيز وحدة للعناية المركزة للأطفال. دعمتنا مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية «ليلة القدر» بمليون جنيه وائتلفت حولنا عشرات النوايا الطيبة فكان أن اكتمل المشروع فى أبهى صورة. احتفلنا بافتتاح غرفة رعاية مركزة قوامها ثلاثة أسرة كاملة التجهيزات تباهى مثيلاتها العالمية لم ينقصها حتى الدهانات المقاومة للبكتيريا والفيروسات.

لا يسعنى على الإطلاق التعبير عن ذلك الشعور الذى غمرنى بشلال من الرضا والفرح وأنا أتابع كل مظاهر البهجة التى بدت فى ملامح صغار النواب شباب الأطباء الممرضات أهالى الأطفال فى غرف قسم الأطفال العادية. الكل يحاول تجربة الأجهزة واختبار طريقة عملها حتى هتفت الدكتورة فاطمة: ينقصنا جهاز صدمات كهربائية!

لم ينته الاحتفال قبل أن تعلن الصديقة العزيزة د. هدى صادق عن تبرع أسرتها بجهاز للصدمات الكهربية حتى يكتمل لفريق العمل بقسم الأطفال أدواته.

هل يبدو حديثى اليوم شخصيا على غير العادة؟ نعم أعرف لكنى عزيزى القارئ أعرف أيضا أن لك قلبا على صلة وثيقة بعقلك.. إنها دعوة مخلصة لأن تجتمع نقاط الضوء المتناثرة.

زيارة قصيرة لميدان ابن النفيس حيث يقف معهد القلب القومى صامدا يمكنك فيها عزيزى القارئ أن تطالع قائمة انتظار عمليات القلب المفتوح وأن تختار من بينها مريضا تهديه صماما للقلب يبدأ به مشوار الصحة بعد أن أنهكه المرض. مشروعنا القادم مائة صمام للقلب ننهى بها قائمة انتظار جراحات القلب فى معهد القلب القومى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved